ربع ولا لزم ولا غيره مما يعتاده القبائل أبدا.
وفي اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الثاني : توفي الفقيه العلامة الصالح عثمان بن محمد العمودي رحمهالله بسبيخ (١) من دوعن ودفن بها.
وفي نحو النّصف من ربيع الثاني (٢) : وصل شخص من زبيد رومي كان بعدن ، وسار منها إلى زبيد ورجع منها بمراسيم إلى عدن أن الباشة ولّاه نظر الأوقاف بعدن ولحج ، وأن يقبضها ويصرفها في مصارفها مع كلام يعرف باطنه من ظاهره فاستولى عليها.
وفيها بشهر رمضان : وصل الخبر أن آل عامر (٣) والشيخ عثمان (٤) وآل المسفله اختلفوا.
وفيها آخر رمضان : وصل الخبر أن السّلطان هجم قيدون ونهبها نهبا ذريعا وفعل فيها عسكره أفعالا قبيحة ، وخرج النساء والصبيان إلى المساجد ، فدخل منهم أعني النساء والصّبيان جماعات إلى جامع قيدون وقت الفجر وامامه القاضي الفقيه الصّالح الزاهد العابد عبد الله بن عم بابشير ، والشيخ عثمان في بضه وعنده جماعة من آل عامر ، ثم أن سيبان باهبري وأصحابه دخلوا قيدون في اللّيل وأخرجوا عبد الله بن الشيخ وأخاه محمد وأخرجوهم من الحصن ومكنوه وأشحنوه طعاما وماء ، والقاضي بابشير يريد يصلي الفجر فلما دخلوا من الباب صاح (٥) في وجهه وولوا فانزعج وشهق ومات فجأة رحمهالله تعالى ، في مقامه ذلك ، ثم أن السلطان وصل وأخرب كريفها (٦) وذكروا أنه يريد يخربها كلها وينقل أهلها
__________________
(١) سبيخ : يرد اسمها في بعض المصادر بصبيخ بالصاد المهملة (أنظر الحديث عنها بتوسع في الشامل : ١٧٦).
(٢) النفحات المسكية ٢ : ١٢٤.
(٣) ترد آل هنا بمعنى أهل أو (سكان) وهي صحيحة يقال آل الرجل أي أهل الرجل.
(٤) يعني العمودي.
(٥) كذا في الأصول وأصلحه في العدة : «صاحوا».
(٦) كريفها : الكريف. الحوض يجتمع فيه الماء ، وحول هذه اللفظة أنظر بحث الكرملي