والإقراء من غير فتور عن ذلك ، وتصانيفه إليها النهاية في الشهادة له بمزيد علوه وفخره ، ورويت تصايفه وأسانيده (١) ، وثبتت سيادته في هذا الفن النفيس ، وتقررت ، ولم يخالف أحد من العقلاء في جلالته ووفور ثقته وديانته وأمانته بل صرحوا بأجمعهم بأنه هو المرجوع إليه في التّعديل والتجريح والتحسين والتصحيح بعد شيخه شيخ مشايخ الإسلام ابن حجر حامل راية العلوم والأثر [قال](٢) بعض العلماء : لم يأت بعد الحافظ الذهبي أحد سلك مسلك هذه المسالك غيره ، ولقد مات فن الحديث من بعده ، وأسف الناس على فقده ولم يخلف بعده مثله إنتهى ، وولي تدريس. الحديث في مواضع متعّددة وعرض عليه قضاء مصر فلم يقبله رحمهالله تعالى ، نقلت هذه الترجمة من كتاب النور السافر (٣) ملخصا.
(وفيها) في شهر ذي القعدة توفي الفقيه الصالح جمال الدين محمد المقبول بن أبي بكر الزيلعي (٤) صاحب قرية اللحية نفع الله به
وفيها : توفي الفقيه العلامة جمال الدنيا والدين محمد الطاهر بن عبد الرحمن بن القاضي محمد بن مسعود باشكيل (٥) وكان فاضلا عالما ، ولد بعد وفاة جّده بقليل سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة آخر شهر صفر من السنة المذكورة ، ودفن في قبر جّده القاضي محمد بتربة الشيخ جوهر بعدن رحمهالله تعالى.
وفيها (٦) بشهر رمضان : قيد الظّافر عامر بن عبد الوهاب عالم الإسماعيلية سليمان بن حسن بتعز ، وأودعه دار الأدب لتحديثه بما لا يعنيه من المغيبات والمستقبلات ، وأمر بإحضار كتبه ثم أمر بإتلافها فأتلفت ، ولله الحمد ، ثم أطلقه في شوال وعفا عنه.
__________________
(١) بياض في الأصول.
(٢) بياض في (س).
(٣) النور السافر : ١٨ ـ ٢٣.
(٤) النور المسافر : ٢٣. والفضل المزيد : ١٠٨ ط الكويت.
(٥) قلائد النحر ٣ : لوحة ١٨٢.
(٦) النور المسافر : ٢٣ الفضل المزيد ١٠٦.