ديار أهل عدن جميعها فعدها فجاءت ألف دار ونحو من مائة دار ، فيها نحو مائة دار للدّيوان ودكاكينها نحو ألف ومائتي دكان ومساجدها مائة وبضعة عشر مسجدا وأمر الناس أن يثبتوا أملاكهم.
وفي سلخ ذي القعدة : وصلت مكاتبة من زبيد إلى عدن أن النّواب في عدن يدخلون إلى ديار القاضي عثمان الكاتب ويرصدونه وكذلك يبحثون عن الأوقاف العدنية واللحجية والأموال السّلطانيه ويرصدونها ويرجع القاضي القماط بخبر ذلك إلى زبيد.
وفيها : خرّج المخذول الإفرنجي نحو سبعين خشبة صغيرا وكبيرا من جوه إلى جهة السّويس يريدون حرق العمارة ، فسمعوا أن عندها عسكر فرجعوا إلى دهلك وتوّهوا الجميع بها.
قلت : رأيت بخط باسنجلة أنه لما دخل الافرنجي سواكن صالح أهلها وأما دهلك فنهبها وأسر منها جماعة لأنهم قتلوا منه جماعة ، وطلع إلى البر جماعة نحو المائة نصرة للحطي (١) ملك الحبشة ، فجرد لهم القراد (٢) أحمد المجاهد تجريده ، فقتلهم عن آخرهم ، فلما علموا قتل أصحابهم قتلوا جماعة من أهل مصوع ونهب فيها جملة مال ونهب صغارهم ذكورا وإناثا ، ودخل القصر ونهب في الطور دارا فيها مال للأمير بهرام الرومي الذي كان أميرا في عدن لما دخل مصطفى إلى الهند ، ولم ينهب في الطور غير مال بهرام ، وأحرق منه ما كان ثقيلا ، وأسلم أهلها لأن أكثرهم نصارى من الشام ساكنين بها ، ومن العجائب أن الأمير بهرام المذكور لما خرج من عدن ، وكان قد كسب منها مالا عظيما فخرج بماله إلى مكة فلما طلع الجبل للوقوف حصل المال جميعه في بيت بمكة وفيه عبيده ، فقدر الله سبحانه وتعالى أن عبيده أسرجوا في البيت فاشتعل البيت
__________________
(١) الحطي : لقب ملك الحبشة وهو حاكم الإقليم الأكبر في الحبشة وهو إقليم أمحرا وصاحبه يحكم على أكثر الحبشة (دهمان : ٦٣).
(٢) كذا في الأصل يرد تارة القراء وتارة القراد. وقد سبق تحقيق ذلك.