سنة ثلاث وثمانين
في المحرم (١) طلب السلطان عبد الله بن بدر الكثيري شيخنا الفقيه العلامة جمال الدين محمد بن عبد الرحيم الجابري رحمهالله من بلدة بروم إلى الشحر ليوليه تدريس مدرسة أبيه السلطان بها ، وألزمه بذلك ففعل وانتفع بتدريسه الأنام واستنارت بذلك وجوه اللّيالي والأيام ، وما أحسن ما قال سيدنا السيد الشّريف الفاضل الكامل وجيه الدّنيا والدين عبد الرحمن بن أحمد البيض باعلوي رحمهالله تعالى :
شمس الهدى طلعت وغاب رقيبها |
|
ونجوم نحس الجهل آن مغيبها (٢) |
بظهور مولانا ومالك عصرنا |
|
نجل الخلافة فحلها ونجيبها |
مولى ملوك الأرض غير مدافع |
|
ومدفع لبعيدها وقريبها |
عبد الله السلطان منصور اللوا |
|
مردي العداة بكفه تعذيبها |
لما أتى للشحر يصلح أمرها |
|
وجميع داعية الفساد يريبها (٣) |
ودعا إمام العصر فرد زمانه |
|
شيخ العلوم فقيهها وأديبها |
أعنى الفقيه (٤) محمد بن مزاحم |
|
من زاحم العلما وحاز نصيبها |
__________________
(١) النور السافر : ٣١٨ والعدة ١ : ٢١٨.
(٢) الأصل : غاب رقيبها وأصلحناه من النور السافر.
(٣) النور السافر : يذيبها.
(٤) العدة : فقيهها.