الفقيه عبد الرحمن الأزهري المصري يقول : كان إسم المذكور عبد العزيز بن الجيعان ، وكان بنو الجيعان وزراء مصر ورؤسائها ، فلما دخلها سليم شاه صادرهم وأخربها ، فتنكرت أحوالها ، ولله الأمر من قبل ومن بعد والله أحكم وأعلم.
وفيها في يوم الخميس رابع وعشرين ربيع الأول : قتل الشيخ السلطان عامر بن عبد الوهاب بن داؤد بن طاهر بن معوضة بن تاج الدين العمري القرشي الأموي كذا ذكره الفقيه أحمد بن عمر الديبع (١) في تاريخه (٢) ، ونقلت من خط السيد الشريف الشيخ عمر بن عبد الله العيدروس ذكر نسب الظافر (٣) فهو السلطان عامر بن عبد الوهاب بن داؤد بن طاهر بن معوضة العمري الأموي نسبه إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضياللهعنه انتهى.
قلت : وقد تقدم في السنة التي قبلها قتاله تحت زبيد مع برسباي ، ولم يحصل منها على شيء ورجوعه إلى تعز ، فلما (٤) دخل تعز كان السّلطان عامر تحقّق من عسكره عدم النصيحة معه فاستخدم جماعة من المهرة (٥) وأجزل عطيتهم على غيرهم من بقية الجند والأعوان ، فتغير خاطر العسكر حيث آثر المهرة عليهم ، وكان غالب جنده الرّعية والجبالية من أهل اليمن وغيرهم ، وما المهرة فيهم إلا كالرّقم من ذراع الحمار ، وخرج برسباي بعساكر من زبيد إلى تعز ، وبها السّلطان عامر حينئذ ، فقدم صبح الجمعة سادس شهر صفر ، فلما شاهدهم عسكر السلطان ، انهزم كل قبيلة
__________________
(١) كذا في الأصل صوابه عبد الرحمن بن علي ابن الديبع الشيباني المتوفى سنة ٩٤٤.
(٢) بغية المستفيد : ١٢١ ط شلحد.
(٣) في الأصل الطاهر.
(٤) قلائد النحر لوحة : ١٩٦.
(٥) المهرة بالتحريك قبيلة من قضاعة في الجنوب الشرقي من حضرموت ، وهم ولد مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف ، ومساكنهم سيحوت والغيضة والمشقاص (المعجم : ٦٤).