علوي العيدروس ، شيخ جده الشيخ أبي بكر ، طلعوا إلى البحر لمواجهة الباشة وأنهم أكرمهم ، وخلع عليهم ، ولم تزل عساكرهم طالعة نازلة إلى البلد للبيع والشراء والإستقاء وغير ذلك ، حتى تكاثروا في البلد وصاروا فيها نحو ثلاثة ألاف أو أكثر ، فقالوا للشيخ عامر : تطلع تواجه الباشة في البحر ، فما أمكنه إلّا الامتثال إذ لا طاقة له بالممانعة ، فطلع هو وجماعة من خاصته ، وذلك صبيحة اليوم التّاسع ، ونهب الأروام البلد نهبا عظيما ، فلما علم الباشة أمر مناديه ينادي بالأمان ويردّ ما نهبوا العسكر فرجع شيء يسير مما نهب ، وذلك ما هو من جنس الثياب ونحوها ، وأما ما كان من الدّراهم والحلي وشبه ذلك ، فلم يرجع منه شيء ، ثم أن الشيّخ عامر والجماعة الذين معه شنقوا في الغربان ، ثم أخرجوا إلى الساحل ، وهو آخر ملوك بني طاهر وبه انقضت دولتهم ، وأرسل الباشة المكاتبه إلى الشحر وإلى صنعاء وإلى كل مكان ، وذكر المكتب أنه خرج والتجريدة في غاية الحركة للسفر إلى الهند ، وترك في عدن رتبة نحو خمسمائة أو ستمائة وأميرهم رومي يسمى بهرام ، وهو أول أمير في عدن بعد بني طاهر ، وكان سفرهم من عدن ثالث وعشرين الشهر.
وفي أوائل شهر ربيع الثاني : نقض السّلطان بدر من تحت بضة.
وفي ليلة الأربعاء عاشر الشّهر : عزمنا (١) إلى حضرموت باستدعاء السّلطان بدر ، فوصلنا بور يوم الثلاثاء ، فمكثنا فيها بقية النّهار وليلة الأربعاء ، فسرحنا يوم الأربعاء فجئنا شبام ليلة الخميس بعد العشاء ، وسرينا منها على بقية نحو سدس اللّيل فجئنا هينن هجيرة الخميس ، وقبل وصولنا إلى هينن بثلاثة أيام أو أربعة ، كان السّلطان قد صال على رخية وحط على نباع ، وكان آل عبد الله لما انتقلوا من الأحروم حل بعضهم في
__________________
(١) الضمير في قوله وعزمنا يعود إلى الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة المتوفى سنة ٩٧٢ ه وهو الذي ينقل عنه هذه الحوادث بعد أن عثر المؤلف على مسودة كتاب للمذكور في أحداث عصره.