التصريف (١) ، وله أيضا عليها شرح أصغر منه واحتصر شرح الصفدي على لامية العجم (٢) ، ومنظومة في الطب وشرحها ، وله ارجوزة في النحو سماها فتح الرؤف في أحكام الحروف وشرحها ، وغير ذلك وحكي أنه مات بالّسم ، وسبب ذلك أنه حظي عند السلطان إلى الغاية فحسده الوزراء على ذلك فوقع منهم ما أوجب له الشّهادة ، وناهيك بها من سعادة رحمهالله.
وفيها (٣) : توفي الشهاب أحمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله الكناني الحوراني المقري الحنفي المغربي ، نزيل مكة ببلدة غزة ، ودفن بها وولد في حدود ستين وثمانمائة بغزة ونشأ بها وحفظ القرآن ومجمع البحرين وطيبة النّشر وغيرهما ، واشتغل بالقرآن ، وتميز فيها ، وفهم العربية واشتغل بها ، وقطن مكة على خير وانجماع ، قال السخاوي : وقد لازمني في الدراية والرّواية وكتبت له إجازة وسمعته ينشد من نظمه :
سلام على دار الغرور لانها |
|
مكدرة لذاتها بالفجائع |
فإن جمعت بين المحبين ساعة |
|
فعما قليل أردفت بالموانع |
وهو رجل مبارك صالح متقشف رحمهالله تعالى.
وفيها : وصل حسين بيك من جدة إلى زبيد فأعزه الأمير سلمان وأكرمه ، فاتفق إن مال إليه العسكر ، وعزموا على الغدر به ، فلما أحسّ بالشر منهم هرب وركب البحر إلى دهلك ، ثم منها إلى جدة ، فوصلت مراسيم بالقبض عليه ، وإرساله إلى مصر ، فقبض ووجه إليهم ، فلم يقابلوه بسوء بل أكرموه ووجهوا معه عسكرا كما سيأتي.
__________________
(١) بعنوان فتح الأقفال طبع سنة ١٣٧٣ ه.
(٢) بعنوان نشر العلم طبع سنة ١٢٨٣ ه.
(٣) النور السافر : ١٤٠. الضوء اللامع ١ : ٣٠٩ وشذرات الذهب ٨ : ١٧٠.