سنة اثنتين وستين
فيها : تولىّ اليمن الباشة النشار ، وكان وصوله أواخر المحرم أول شهر صفر إلى زبيد.
وفيها (١) : توفي الشيخ الإمام العالم العلامة الهمام حامد بن محمود الجبرتي (٢) رحمهالله تعالى نزيل مكة المشرفة ، وكان إليه النهاية في العلم والعبادة والتقشف ، ورثاه الشيخ عبد العزيز الزّمزمي رحمهالله تعالى :
أيها الغافل الغبي تنبّه |
|
إن بالنوم يقظة الناس أشبه |
وتأمل فإنما الناس سفر |
|
دار دنياهم لهم دار غربه |
كل يوم يحل في السوح منها |
|
عصبة منهم وترحل عصبه |
كيف يهنى الفتى بها وهو فيها |
|
يشتكي دائما فراق الأحبه |
واحد إثر واحد يتداعوا |
|
للفنا يا لكربة بعد كربه |
كل حلو بعد الأحبة مر |
|
فحياتي من بعدهم غير عذبه |
يا خليلي فرقة الخل والله |
|
على النفس الكريمة صعبه |
سيما خلك الخصيص الذي لم |
|
يزل الجنب منك يلصق جنبه |
الوفي الذي يسرك فعله (٣) |
|
أن يسوءك الزمان يوما بنكبه |
__________________
(١) النور السافر : ٢٢٧.
(٢) النور السافر : الجبروتي.
(٣) الأصل : فعلا وأصلحناه من النور.