سنة إحدى عشرة وتسعمائة
في (١) يوم الجمعة وقت العصر تاسع عشر جمادى الأولى : توفي الشيخ العلّامة الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خضر بن أيوب بن محمد بن الشيخ الهمام الخضيري السيوطي المصري الشافعي رحمهالله تعالى ، وصلى عليه بجامع الأفاريقي تحت القلعة ، ودفن بشرقي باب القرافة ، ومرض ثلاثة أيام ، والخضيري نسبة إلى محلة الخضيرية ببغداد ، وجد بخطه رحمهالله تعالى : أنه سمع ممّن يثق به إنه سمع والده يذكر أن جده الأعلى كان أعجميّا أو من المشرق ، فلا يبعد أن النسبة إلى المحلة المذكورة ، وأمه أم ولد تركية ، وكان مولده بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة بالقاهرة ، وكان يلقب بإبن الكتب لأن أباه كان من أهل العلم واحتاج إلى مطالعة كتاب فأمر أمه أن تأتيه بالكتاب من بين كتبه فذهبت لتأتي به فجاءها المخاض وهي بين الكتب ، فوضعته ثم سماه والده بعد الأسبوع عبد الرحمن ، ولقبه جلال الدين وكنّاه شيخه قاضي القضاة عّز الدين أحمد بن إبراهيم الكناني (٢) لما عرض عليه ، وقال
__________________
(١) النور السافر : ٥٤. وانظر ترجمته في العديد من الكتب منها : الكواكب السائرة ١ : ٢٢٦ وشذرات الذهب ٨ : ٥١ وكتاب الإمام جلال الدين السيوطي لعلي صافي وكتاب الحافظ جلال الدين السيوطي للقرني «ضمن سلسلة أعلام العرب : ١٣٧».
(٢) الأصل : الكساني.