بنفسي من فتى ممنوح قرب (١) |
|
وطاعم مطعم لم تطعموه |
وفيها ثالث شهر المحرم : توفي الإمام العالم العلامه الولي الصالح الزاهد العابد قاضي جزيرة بثه (٢) من بلاد السواحل شجاع الدين عمر بن خميس كان فقيها عالما ناسكا صالحا وقد مدحه الفقيه عبد الله بن أحمد باسنجلة رحمهالله :
خليلي أن آنستم البرق لا معا |
|
من الأفق الشرقي خير شآم |
وأن هب من أرض السواحل نفحة |
|
من الريح أو منه استهل غمام |
فلا تعذلاني أن بكيت وأن جرى |
|
بعيني فؤادي أدمع ونعام (٣) |
فإن بها تبكي الأماكن لي هوى |
|
تؤرق عيني والعيون تنام |
إلى بتة شوقي يزيد ولم أفز |
|
برؤية حبر منهم وإمام |
فذاك شجاع الدين نجل إمامنا |
|
كريم نمته سادة وكرام |
على عمر القاضي كل عشية |
|
وكل صباح رحمة وسلام |
وفيها ضحى يوم الأربعاء ثالث عشر جمادى الأولى : توفي الفقيه عبد القادر بن الفقيه عبد الله بن الفقيه الصالح أحمد بن محمد بافضل (٤) بعدن ودفن داخل دائر مقبرة جدة الفقيه محمد بالقرب من قبره ، وكان رجلا فاضلا لبيبا عاقلا أديبا بليغا نحويا لغويا ، يقول الشعر الحسن ، وكانت له مشاركة في الحديث والفقه أخذ عن الفقيه عبد الله بن عمر ، والعلامة شهاب بن عمر الحكيم ، وأخذ النحو واللّغة عن الفقيه محي الدين عبد القادر الحموي وذلك ببلدة عدن ، وكان قائما بوضيفة مسجد الدرسة وولى نيابة الشافعية ، بمدينة عدن للشافعية ، وكانت سيرته حميده رحمهالله تعالى.
__________________
(١) النور : بنفسي من ممنوح قرب.
(٢) يرد ذكرها في بعض الكتب الحضرمية «بته» بالتاء المثناة أنظر شمس الظهيرة : ١٨١ وهي من بلاد شرق إفريقيا.
(٣) كذا في الأصول.
(٤) النور السافر : ٣١٢.