يريد أن يحصله لنفسه أو لوالده فقال : لا بل لوالده فأعطاه إياه ، وحكي أن الشيخ بل النسخة التي كانت عنده عند وفاته ما خلا باب الوصايا منه ، وقال : إنما فعلته تعظيما لشأنه لأن الناس لا يفهمون معانيه فيقعون في الغلط بسبب ذلك ، قلت : وكان الشيخ حسين من المشايخ المربين ، وكتب الشيخ ابن عربي اشتملت على علوم لا يفهمها إلّا أهل النهايات وتضر بأرباب البدايات. قال الحافظ السيوطي : والقول الفصل عندي في ابن عربي طريقته لا يرضاها فرقتا أهل العصر لا من يعتقده ولا من يحط عليه. وهي اعتقاد ولايته وتحريم النظر في كتبه ، قلت : وحكى الشيخ الإمام العلامة بحرق أنه سمع الشيخ أبا بكر العيدروس يقول : لا اذكر أن والذي ضربني ولا انتهرني الا مرة واحدة بسبب انه رأى بيدي جزءا من كتاب «الفتوحات المكية» لابن عربي فغضب غضبا شديدا فهجرتها من يومئذ. قال وكان والدي ينهى عن مطالعة كتابي الفتوح والفصوص لابن عربي ويأمر بحسن الظن فيه وباعتقاد أنه من أكابر الأولياء العلماء بالله العارفين ويقول : إن كتبه اشتملت على حقائق لا يدركها إلّا أهل النهايات وتضر بأرباب البدايات قال بحرق : وأنا أيضا على هذه العقيدة وهذه الطّريقة وهي أسلم والله أعلم.
ووجدت بخط صاحب الترجمة سيدي الشيخ حسين بن الفقيه نفع الله به أن الشيخ المولى الإمام ولي الله تعالى محي الدين النووي نفعنا الله به لما رأى كلامه وطالعه قال : الكلام كلام صوفي ، ثم قال الشّيخ حسين وهو كما قاله هذا الإمام أن كلامه كلام الصّوفية وإنما هو بسط العبارة في موضع الإشارة وما يحمله من ينكر على الصوفية ، ووجدت بخطه أيضا ما صورته هذه الأبيات تصلح في الشيخ محي الدين بن عربي :
دعوه لا تلوموه دعوه |
|
فقد علم الذي لم تعلموه |
رأي علم الهدى فسما اليه |
|
وطالب مطلبا لم تطلبوه |
أجاب دعائه لما دعاه |
|
وقام بحقه وأضعتموه (١) |
__________________
(١) النور السافر : وضعتموه.