سنة ثمان وثلاثين
في ليلة السّادس أو السابع من المحرم : ظهر الكوكب المذكور من آخر سنة سبع من جهة المغرب بعد غروب الشمس ، وله كيفيه في تنّقله ليست لشيء من الكواكب ، وذلك أنه أول ظهوره بالمغرب في مسامتة السماك الرامح بين يديه من جهة المغرب ، وكان بينه وبينه إذ ذاك أكثر من مقدار منزله أعني في الطول بين المشرق والمغرب ، ثم أنه صار يتنقل من موضعه ذلك في جهة الطّول والعرض جميعا ، حتى وصل من آخر المحرم إلى قريب مسامتة الأعزل من جهة المشرق.
وفي آخر يوم الاثنين تاسع وعشرين محرم : عزم السلطان بدر رحمهالله إلى حضرموت من الشحر ومعه جماعة من بيت محمد منهم سليمان بن سعيد ، وسليمان بن صنوه وعلي بن شافع وآخرون ، وأظهر أن سبب عزمه أنه يريد نصر آل عبد العزيز وإعانتهم على القرا وأما بيت زياد فإنهم ظنوا ظنا قويا إنه يريد المشقاص بيت محمد وتمكينهم من بناء حصنهم ، وذلك بعد إن ظهر بين السلطان بدر وبين بيت محمد ما يقتضي ذلك ، ومع ذلك فالسلطان غير مرتضى ذلك ، وكذلك غالب الناس غير مستصوبين ذلك ، والله يفعل ما يشاء.
وفي هذه الأيام (١) : وصل الخير من بر سعد الدين إن
__________________
(١) أنظر تحفة الزمان (فتوح الحبشة) لعرب فقيه : ١٧.