التجهيز لما سمع بخبر علي بن سليمان وأخذ الأروام عدن صحبة سعد بن عيسى إلى قشن يوم الأربعاء رابع وعشرين صفر فحصروا حصن قشن وقتل منهم جماعة نحو أربعين رجلا من الإفرنج قتلوا بالبنادق تحت الحصن ولم يحصلوا منه على شيء حتى وصلت البرشتان الذي من تجهيزهم الكبار يوم السّبت ، فقاتلوا الحصن بالمدافع ليلة السّبت ويوم الأحد ، وذلك يوم التّاسع والعشرين من صفر فاستولوا على الحصن ودخلوه عنوة وقتلوا النّقيب وجميع الرّماة الذي في الحصن إلّا سليمان بن سعد بن سليمان المحمدي احتصر معهم خفره (١) سعد بن عيسى بن عفرار وسار معهم إلى الهند ورجع بضمانة سعد بن عيسى ، وإنما عزموا به معهم ليخبر أصحابهم بما فعلوا فريق العرب ، وسار التجهيز من قشن إلى جوه يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأول من السنة المذكورة ، وبعد ذلك أرسلوا المهرة مبارك بن محمد الشيخاني (٢) وعلي بن عبد الصّمد إلى الشحر للصّلح ، وكان وصولهم يوم السّبت الحادي عشر منه ولم يفتحوا الكلام بل عزم السلطان على المسير إلى المشقاص ليلة الإثنين الرابع عشر من ربيع الأول ، وتلك الليلة انكسف القمر واضمحل نصف اللّيل ، فسير تلك اللّيلة علي بن عمر وأهل الخيل والسّلطان توقف منتظرا وصول غربان من أحور ويوسف الصّغير من زيلع ويوسف الكبير من حضرموت ، ثم لما كان ليلة الجمعة ثامن عشر ربيع الأول عزم مبارك ، السجاني (٣) ، وسعد بن عيسى بن منقوش إلى قشن في كلام الصّلح فلما وصلوا عزم السّلطان إلى المشقاص في غربانه الثلاثه وكان مسيره بحرا وطلع معه سعد هواشي واثنين آخرين مهرة ، وذلك وقت غروب الشّمس ليلة الاثنين ثامن وعشرين ربيع الأول ، ووصل حيريج وقد سبقه إليها علي بن عمر وولده وأهل الخيل ، وكان قد جهزّ السّلطان غرابين قبل خروجه من الشّحر إحداهن فيه
__________________
(١) خفرة : حماة.
(٢) في الأصل بدون نقط وأثبتناه من العدة ١ : ٢٠٠.
(٣) كذا وسبق بالشيخاني.