نهبها ، فصالحهم عن النهب على مال جزيل نحو سبعة آلاف أشرفي (١) فرضوا بذلك ، فأخذ ذلك من تجار مكة بطيبة خواطرهم ليسلموا من النّهب ودفعها إلى من معه ، ووصلت المراسيم والخلع من مصر ، وكان الشريف هزاع رجلا حازما سهلا له تدبير ورأي وشفقة تامة على الرعية ، وهيبة في صدور الجند ، وهم الذين أقاموه وآزروه ، ومع ذلك فلم يكن لأحد منهم كلمة ، وكان في نفسه من القاضي أبي السعود وتجامله في الظاهر ، ومع ذلك فلم يأمن منه القاضي حتى استجار منه بأخيه الجازاني فأجاره.
__________________
(١) الأشرفي : عمله ذهبية تسمى أيضا شربفي ، وكان الأوربيون يسمونه «السلطاني» وكان وزنه ٥٣ حبة (أي درهم وقيراط) (انظر ليلى الصباغ : من أعلام الفكر العربي : ٢ س ٢٦). و (الشهداء السبعة : ١٢٤)