وكان مؤثرا طلب الدّنيا وخدمة السّلطان ؛ ترك الاشتغال بالعلم والاتّسام به ، وأذهب عمره بالتّنقل من بلد إلى بلد رغبة في خدمة أرباب الدّنيا حتى استقرت به الدّار بالحلة المزيدية ناظرا في سوادها إلى أن توفي بها.
لقيته بواسط ، وبالحلّة عند اجتيازي بها للحج ، وقرأت عليه جزءا واحدا من «حديث يحيى بن معين» بسماعه من أبي الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السلام. وسألته عن مولده ، فقال : قال لي والدي : ولدت في شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة وخمس مئة.
قلت : وتوفي بقرية من سواد الحلّة يوم الأربعاء ثاني عشر شهر رمضان سنة تسعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة مشهد الحسين بن علي ، رضياللهعنهم.
٥٩٩ ـ محمد (١) بن هبة الله بن نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد الأزديّ ، أبو المفضّل ابن شيخنا أبي العبّاس بن أبي الكرم بن أبي الحسن يعرف بابن الجلخت.
أحد العدول بواسط هو وأبوه ، وسيأتي ذكر أبيه فيمن اسمه هبة الله إن شاء الله. وهما من أهل بيت منه عدول ورواة ومحدثون ثقات صالحون.
سمع أبو المفضّل جده أبا الكرم نصر الله وغيره ، وقدم بغداد حاجا في سنة أربع وتسعين وخمس مئة فحج وعاد ، وحدّث بها في سنة خمس وتسعين عن جده المذكور ، ورأيته بها. سمع منه جماعة من أصحابنا. وسمعت منه بواسط ، ونعم الشيخ كان.
سألته عن مولده ، فقال : ولدت في سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة. وبلغنا أنّه توفي بواسط في ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمس مئة ، ودفن بتربة مسجد زنبور عند أبيه وأهله ، رحمهالله وإيانا.
__________________
(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٥٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٨٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٥٦.