أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ، قال (١) : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن ابن لهيعة ، عن مشرح بن هاعان ، عن عقبة بن عامر ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أكثر منافقي أمتي قرّاؤها» (٢).
٤٢٠ ـ محمد (٣) بن محمد بن عيسى بن جهور ، أبو تغلب القاضي.
من أهل واسط.
وكان فقيها شافعيا وقاضيا مرضيا. قدم بغداد ، وأقام بها مدّة يتفقه على
__________________
(١) الفريابي : صفة المنافق (٣٢).
(٢) إسناده حسن ، فإن مشرح بن هاعان صدوق حسن الحديث ، كما بيناه في «تحرير التقريب» ، وباقي رجاله ثقات غير ابن لهيعة ، وهذا من جيّد حديثه فقد رواه عنه في غير هذا الموضع عبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرىء ، وهما ممن سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه.
أخرجه الفريابي في صفة المنافق كما تقدم ، وابن عدي في الكامل ٤ / ١٤٦٦ ، والخطيب في تاريخ مدينة السلام ٢ / ٢٢١ ، والذهبي في المعجم اللطيف (٢) من طريق قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة ، به. وضعّفه الذهبي في المعجم اللطيف ، لكنه قال في السير ٨ / ٢٧ ـ ٢٨ حينما رواه من طريق قتيبة أيضا : «هذا حديث محفوظ ، قد تابع فيه الوليد بن المغيرة ابن لهيعة ، عن مشرح» ، وهذا الكلام أجود.
وأخرجه الفريابي في صفة المنافق (٣٣) عن عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة.
وأخرجه أحمد ٤ / ١٥٥ ، والفريابي في صفة المنافق (٣٤) ، وابن قتيبة في غريب الحديث ١ / ٥٤٣ من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء عن ابن لهيعة.
وأخرجه أحمد ٤ / ١٥١ ، والطبراني في الكبير (٨٤١) ، وتمام الرازي في فوائده (٩٦٠) من طرق عن ابن لهيعة.
وأخرجه أحمد ٤ / ٥٥١ ، والبخاري في خلق أفعال العباد (٦١٤) ، والفريابي في صفة المنافق (٣٥) ، والبيهقي في الشعب (٦٥٦١) من طريق الوليد بن المغيرة عن مشرح ، فهذه متابعة لابن لهيعة. والمراد بالقراء هنا هم الذين يقرؤون القرآن رياءا أو تكسبا لمصلحة دنيوية ، ولا يعملون بما يقرؤون ، والله أعلم.
(٣) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ١١٠ ، وترجمه السبكي في طبقات الشافعية ٦ / ٣٩١.