أنبأنا القاضي عمر بن عليّ الدّمشقي ، قال : توفي أبو العباس بن قضاعة ودفن يوم عيد الأضحى من سنة خمس وستين وخمس مئة.
٨٣٠ ـ أحمد (١) بن محمد بن سعيد بن إبراهيم البلديّ التّميميّ ، أبو جعفر بن أبي الفتح بن أبي منصور الكاتب.
تولّى النّظر في ديوان واسط في أيام الإمام المستنجد بالله أبي المظفر يوسف ابن الإمام المقتفي لأمر الله ـ قدّس الله روحهما ـ وتقدّم عنده ، وحظي لديه ، فكاتبه بالوزارة وهو بواسط في المحرم من سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، فجلس هناك ووقّع وأمضى ، وكتب الكتب إلى الأطراف باسمه ، وختم على الكتب. ثم توجّه منها مصعدا إلى بغداد في سابع عشري محرم المذكور.
وفي يوم السبت ثالث صفر من السنة خرج النّاس إلى تلقيه. وفي سحرة الأحد رابعه خرج صاحب المخزن المعمور أبو الفضل يحيى بن عبد الله بن جعفر ومشرفه أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن شبيب ومشرف الدّيوان العزيز أبو المظفّر هبة الله بن محمد ابن البخاري للتّلقي أيضا. وفي بكرة الأحد المذكور خرج الموكب الشريف إليه وصدره قاضي القضاة أبو البركات جعفر بن عبد الواحد ابن الثّقفي والنّقيب الطاهر أبو عبد الله بن المعمّر وحاجب الباب والعدول وعبروا الجانب الغربي ، ولقوه عند عتيق الساجة (٢). ثم خرج في ضحوة اليوم المذكور أستاذ الدّار العزيزة أبو الفرج محمد بن عبد الله ابن رئيس
__________________
عن عمرو بن شعيب ، به ، والروايات مطولة ومختصرة.
(١) ترجمته وأخباره في التواريخ المستوعبة لعصره ، وله ترجمة في المنتظم ١٠ / ٢٢٢ و ٢٣٣ ، والكامل لابن الأثير ١١ / ٣٦١ ، والمرآة للسبط ٨ / ١٧٨ ، والفخري لابن طباطبا ٣١٧ ، وتواريخ الذهبي : تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٨٧ ، والعبر ٤ / ١٩٢ وغيرها.
(٢) ينظر معجم البلدان ٣ / ٨٣ وفيه : «قرية بين أذربيجان وبغداد» ، والصواب : «بين درزيجان وبغداد» ، ودرزيجان قبالة المدائن. وفي كتاب الفخري أنهم تلقوه عند «صرصر» ، وصرصر على ضفة نهر عيسى ، بينها وبين بغداد نحو فرسخين.