سفره لما خرج إلى خوزستان في سنة تسعين وخمس مئة وما بعدها إلى أن توفي والده. وكانت الأمور تصدر عن تدبيره وأمره ، ويعمل ما كان والده يعمله ويقوم بقوانين مراسم الخدمة الشّريفة وتنفيذ أوامرها إلى أن وصل نعي أبيه في اليوم الرابع عشر من شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، فانعزل وانكفأ إلى دار كان يسكنها بدرب الدّواب ولم يظهر ، وأصابه مرض لازمه إلى أن توفّي في سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة.
٨٥٢ ـ أحمد (١) بن محمد بن أحمد بن عيسى ، أبو العباس يعرف بابن البخيل.
من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن بدار القزّ.
سمع أبا المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الورّاق ، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وروى عنهم.
سمع منه جماعة من أصحابنا ، وما اتفق لي منه سماع ، وقد أجازني غير مرّة.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن البخيل إذنا ، قال : قرىء على أبي المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك وأنا أسمع في شوّال من سنة أربع وعشرين وخمس مئة. وأخبرناه أبو حفص عمر بن محمد بن المعمّر بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف ، قال : حدّثنا أبو خليفة الفضل بن
__________________
(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢٤٥ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٥٠ ، والذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٢٠٨ ، وتاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٦٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣٨٠.