ثم قدم بغداد حاجا في سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، فحج وعاد إليها. ثم قدمها في سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، وأقام بها. وكان ينزل بالمأمونية ، ولقيته بها ، ورأيت عليه لبوس السيّاح. وكان أعور عينه اليمنى ، وعليه أثر الصّلاح إلا أنّه يخالط أهل الدّنيا وأرباب الولايات (١).
توفّي ببغداد في يوم السّبت الثالث والعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب البستان الكبير مقابل مقبرة الزّرّادين بالمأمونية (٢).
٦٧٩ ـ أحمد (٣) بن أزهر بن عبد الوهّاب بن أحمد بن حمزة بن ساكن السّبّاك ، أبو محمد بن أبي جعفر.
من أهل نهر القلّائين ، أحد المحال بالجانب الغربي. وسكن في آخر عمره الجانب الشّرقي. وكان أحد الصّوفية برباط المأمونية. من أولاد الشيوخ المحدّثين ، وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله.
أسمعه أبوه في صباه من أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطيّ ، ومن أبي المعالي أحمد بن محمد بن عثمان المذاري ، ومن أبي القاسم أحمد بن المبارك بن قفرجل. وكانت له إجازة من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ، ومن أبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز ، وجماعة ، إلا أنه كان عسرا في الرّواية لقلّة معرفته. سمعنا منه.
__________________
(١) قال ابن النجار : «ولما دخلت هراة أصبت أصحاب الحديث مجمعين على كذب أبي الخليل هذا» (الوافي ٦ / ٢٤٦).
(٢) نقل الصفدي عن ابن النجار قوله : «ودفن من الغد بمقبرة النفاطين إلى جانب الأميرية ، ولم يحكم سد قبره ، فنبشته الكلاب وأكلته ، فلما أصبح الناس من الغد شاهدوه وواروا ما بقي منه».
(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ١١٠ و ١٤٤ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٢٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣١ ، والمختصر المحتاج ١ / ١٧٦ ، والصفدي في الوافي ٦ / ٢٣٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٢٣ و ٥ / ٦.