أن أراها [فعلّمنى صلاة أصليها لعلّى أراها] ، فعلّمها صلاة ، فرأت ابنتها وعليها لباس القطران ، والغل فى عنقها (١) ، فارتاعت لذلك ، وأخبرت الحسن ، فاغتمّ لذلك ، فلم تمض مدة حتى رآها الحسن وهى فى الجنة على سرير ، وعلى رأسها تاج ، فقالت له : يا شيخ ، أما تعرفنى؟ قال : لا .. قالت : أنا بنت تلك المرأة التى علّمتها الصلاة ورأتنى فى المنام ... فقال لها (٢) : ما سبب أمرك؟ قالت (٣) : مرّ بمقبرتنا رجل فصلّى على النبي ، صلّى الله عليه وسلم ، وكان فى المقبرة خمسمائة وخمسون إنسانا فى العذاب ، فنودى أن قفوا العذاب عنهم ببركة الصلاة على النبي (٤) صلّى الله عليه وسلم.
الوظيفة الحادية عشرة (٥) : الدعاء لنفسه.
وينبغى للزائر أن يدعو لنفسه عند قبور الأنبياء والصالحين ، فقد أمرنا بالدعاء عند رقة القلب ، وهاهنا يرقّ القلب غالبا.
ومن أبلغ الأدعية : «اللهم إنّى أسألك بما سألك نبيّنا محمد ، صلّى الله عليه وسلم ، وأعوذ بك ممّا استعاذ (٦) منه نبيّك محمد ، صلّى الله عليه وسلم ، وأسألك العفو والعافية ، فعافنى واعف عنى (٧). اللهم إنك عفوّ تحب العفو فاعف عنى». فهذه الدعوات مروية عن النبي ، صلّى الله عليه وسلم ، وصحيحة ، والأدعية كثيرة.
__________________
(١) القطران : مادة سوداء سائلة لزجة شديدة الاشتعال ، وفى التنزيل العزيز : (سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ). أمّا الغلّ ، فهو طوق من حديد أو جلد يجعل فى عنق الأسير أو المجرم أو فى أيديهما.
(٢) فى «م» : «فقالت» خطأ .. وفى «ص» : «أنا تلك المرأة التى علّمت أمّى الصلاة فرأتنى فى المنام. قال : فقلت».
(٣) فى «م» : «قلت» خطأ.
(٤) فى «ص» : «ببركة صلاة الرجل على النبي».
(٥) فى «م» : «الوظيفة الحادية عشر» وسيأتى اسم العدد ـ فى الوظائف الآتية ـ على وزن «فاعل» من «الثانى عشر» إلى «التاسع عشر» غير مطابق لموصوفه ، وهى «الوظيفة» ، وجاء مخالفا لقواعد اللغة التى تقرر أن اسم العدد المصاغ على وزن «فاعل» يطابق موصوفه تذكيرا وتأنيثا ، وقد قمنا بتصويب ذلك ، لذا فلن نشير إلى ذلك فى موضعه ، اكتفاء بما ذكرناه هنا.
(٦) فى «ص» : «استعاذك».
(٧) قوله : «فعافنى واعف عنى» عن «م».