من الدنيا ، إنّما أتحسّر على أننى منذ وقعت (١) عينى على ذلك الرجل (٢) ، ذهب عنى ما كنت أجده من الأنس بالله ، والنور الذي كان فى قلبى! ثم توفى ـ رحمة الله عليه.
* * *
وعند رجليه قبر الفقيه أبى محمد (٣) بن اللهيب ، رحمه الله تعالى ، كان فقيها فى علم الكلام على مذهب أبى الحسن الأشعرى ، رحمه الله.
قبر أبى العباس أحمد بن اللهيب (٤) :
وبجانبه إلى القبلة (٥) قبر أبى العباس أحمد بن اللهيب ، رحمه الله ، كان رجلا خيّرا ، يطعم الفقراء ويتصدق عليهم ، ويمشى إلى بيوتهم من الأرامل والمنقطعين (٦).
وكان يخرج راكبا حمارا والخريطة فى كمّه مملوءة دراهم ، فلا يزال يتصدق منها (٧) إلى أن يرجع إلى منزله وهى فارغة ، حتى كان من كثرة ما يتصدق به يقول الناس عنه : إنه يفرق المطالب بالجبل. وكان يقال : إنه يطلع إلى الجبل فى أوقات الغفلات. وهو مشهور. وكان الفقراء يجدون عنده راحة كبيرة (٨).
__________________
(١) فى «م» : «أتحسر منذ وقعت».
(٢) يريد الخليفة الآمر.
(٣) فى «م» : «أبو محمد».
(٤) العنوان من عندنا.
(٥) فى «م» : «النقبة» تصحيف.
(٦) فى «ص» : «ويمشى إلى بيوت أهل الخير من الأرامل والمنقطعين فيتصدّق عليهم».
(٧) «منها» عن «م».
(٨) فى «ص» : «كثيرة».