ومن بحرىّ قبرها قبر الشيخ الصالح علىّ ، يكنى أبا الحسن ، ويعرف بطبّ الوحش.
حكى عنه قال : حججت سنة من السّنين فى البحر المالح فهبّت (١) علينا ريح كسرت المركب ، فصعدت على لوح ، فما زالت الأمواج تلعب بى حتى ألقتنى على جزيرة من جزائر البحر ، فطلعت إلى الجزيرة ومشيت فيها ، فرأيت بها ما أدهش عقلى من الفواكه من غير مباشر لزرع ذلك ، ثم مشيت قليلا فرأيت قردا راقدا على ذراعه ، قال : فدنوت منه ، فوجدت يده فى شق من الأرض مشبوكة وهو يتألم منها ، فأخذت عودا وحفرت حولها حتى تخلصت وطلع بها ، فوجدتها قد انسلخت وقيّحت ، فمسحتها له ، وقطعت شريطا (٢) من خلق عمامتى وربطت به يده ، فلما رأى الإحسان منى إليه أشار إلىّ بالجلوس ، فجلست ، ومضى قليلا ثم عاد ومعه ورق على صورة ورق التفاح ، فجعل يأكل منه ويشير إلىّ أن كل منه ، فأكلت منه ، فمن ثمّ لم يصبنى ألم ، وعمرت عمرا طويلا.
* * *
قبر المقرئ إسماعيل الحداد :
ثم ترجع منحرفا إلى الغرب إلى قبر أبى محمد إسماعيل المقرئ المحدّث ، المعروف بالحدّاد ، وهو أبو محمد إسماعيل بن راشد بن يزيد بن خالد الحداد ، انتهت إليه رياسة الإقراء فى زمانه بمصر ، وكان قد قرأ القرآن على أبى أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد الجبّاس ، وأبى الطيب أحمد بن محمد المعروف بابن بنت الشافعى.
__________________
(١) فى «م» : «فخرجت».
(٢) فى «م» : «شرموطا».