وكان كثيرا ما يقول هذا اللّغز .. يقول :
أتعرف شيئا فى السّماء يطير |
|
إذا سار صاح النّاس حيث يسير (١) |
فتلقاه مركوبا وتلقاه راكبا |
|
وكلّ أمير يعتليه أسير |
يحضّ على التّقوى ويكره قربه |
|
وتنفر منه النّفس وهو نذير |
ولم يستزر عن رغبة فى زيارة |
|
ولكن على رغم المزور يزور (٢) |
وحكى عنه قال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى منامى عشر ليال متوالية بالرّوضة ، وقرأت عليه فيها القرآن ، فلما ختمت عليه ، قال لى : حماك الله من الشّبه.
وإلى جانبه قبر ولده أبى عبد الله محمد بن القاسم الشاطبى ، حدّث عن أبيه ، وتوفى بالقاهرة (انتهى).
* * *
قبر الفقيه العالم الشيخ أبى المعالى مجلّى (٣) :
ثم تخرج من التربة إلى تربة بها محراب بالحجر (٤) ، وهو على يسارك ، بها قبر الفقيه الإمام العالم مجلّى (٥) بن جميع بن نجا القرشى المخزومى ،
__________________
(١) فى «م» : «يصير» تحريف ، والتصويب من الوفيات.
(٢) لم يستزر ، أى : لم يطلب أو يسأل الزيارة ـ من الفعل : استزار ، بمعنى : سأل أن يزار. وقد ورد هذا الشعر فى وفيات الأعيان .. وفى شذرات الذهب أنه كان ـ أى الشاطبى ـ كثيرا ما ينشد هذا اللغز فى «نعش الموتى».
(٣) العنوان من عندنا. [وانظر ترجمته فى الأعلام ج ٥ ص ٢٨٠ ، ووفيات الأعيان ج ٤ ص ١٥٤ ـ ١٥٨ ، وطبقات الشافعية ج ٧ ص ٢٧٧ ، وحسن المحاضرة ج ١ ص ٤٠٥ ، وتحفة الأحباب ص ٤٣٦ ، والكواكب السيارة ص ٣١٠].
(٤) فى الكواكب السيارة : لم يبق من آثار تربته إلّا محراب صغير.
(٥) فى «م» : «مجلى القرشى المخزومى».