ثم تمضى إلى تربة بها الإمام الفاضل أبى القاسم وأبى إسحاق بن شعبان القرطبى المالكى ، كان إماما فاضلا جليلا ، وكانت وفاته سنة ٣٥٥ ه.
قبر إبراهيم بن اليسع بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام ، وقبر روبيل ابن يعقوب عليه السلام (١) :
ثم تمضى من قبره إلى مشهد به قبر إبراهيم بن اليسع بن إسحاق بن إبراهيم ، خليل الرحمن. وبظاهر القبّة التى بالمشهد قبر ولد من أولاد يعقوب. وهذا المشهد من مشاهد الرّؤيا.
حكى أنّ رجلا بات عند القبر فى هذا المكان قديما ، فقرأ سورة يوسف وصلّى على النبي صلّى الله عليه وسلم ، ونام ، فرأى قائلا يقول : هذه والله قصّتنا ، من أعلمك بها؟ فقال : هذه القصة مذكورة فى كتاب الله الذي أنزله على نبيّه صلّى الله عليه وسلم ، فمن أنت؟ قال : أنا روبيل بن يعقوب إسرائيل الله ، أحد إخوة يوسف. فلما أصبح الرجل أخبر الناس بهذه الرّؤيا ، فبنوا هذا المسجد لما علموا من صدق الرّائى.
قبر الشيخ العفيف عبد الجبّار الفرّاش (٢) :
ثم تذهب إلى قبر الشيخ العفيف عبد الجبار الفراش ، وهو تربة يرقى إليها بسلالم ، وهو على يمين الخارج من المشهد. كان رجلا صالحا ، جيدا ، متعبدا ، وكان صائم الدّهر.
__________________
(١) العنوان من عندنا ، وهو من مشاهد الرؤيا. [وانظر ما كتب عنه فى الكواكب السيارة ص ٢٨٢].
(٢) العنوان من عندنا. وهو الفقيه الجليل القدر ، العابد الزاهد عبد الجبار الفراش ـ وفى الكواكب السيارة : المعروف بابن الفراش ـ من أكابر القوم ، كان ابن طغج يأتى لزيارته ماشيا .. وكان صائم الدهر ، ويشم عند قبره رائحة طيبة [انظر الكواكب السيارة ص ٢٩٥ و ٢٩٦].