ولبنى الأشعث مقابر أخرى سوى هذه المقبرة.
وبهذه المقبرة قبر الفقيه الإمام الأصيل أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن عبد الله بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد ابن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشى المطّلبى ، يجتمع مع الشافعى فى العباس بن عثمان. كان من أجلّاء العلماء ، روى عنه أبو بكر بن أحمد.
قبر الفقيه الزاهد أبى الفدا رشيد الدين الدمشقى (١) :
ومن شرقى تربة الطحاوى المذكور قبر الشيخ الصالح ، الفقيه المعتقد ، المفتى الكبير ، أبى الفضل إسماعيل بن عثمان بن محمد بن عبد الكريم بن تمّام القرشى اليمانى الدمشقى الحنفى ، يلقّب برشيد الدين ، ويكنى أبا الفدا ، ويعرف بابن المعلم ، مولده فى شهر رجب الفرد سنة ٦٢٣ ه ، وقرأ القرآن بالسبع على العالم السخاوى ، شارح الشاطبية ، وتفقه على الحضرى وغيره ، وقرأ النحو على الشيخ جمال الدين بن مالك (٢) ، وروى الحديث عن الحسين الزبيدى (٣) ، وعن شيخه السخاوى ، وابن الصلاح ، وابن خليل ، والعزّ النّسّابة ، وبرع فى الفقه وفى العربية ، ودرّس وأفتى وأفاد ، وانفرد بالرواية عن الزبيدى ، وسمع من جماعة من أعيان مصر.
وكان عنده زهد وانقطاع عن الناس ، قدم من دمشق إلى ديار مصر سنة ٦٩٩ ه عند دخول التتار (٤) هو وولده الشيخ تقي الدين أبو المحاسن يوسف.
__________________
(١) العنوان من عندنا. والموفق بن عثمان مؤلف هذا الكتاب لم يدرك أبا الفدا هذا ، حيث كانت وفاة الموفق بن عثمان سنة ٦١٥ ه ، أى قبل مولد أبى الفدا بثمانى سنين. [وانظر تحفة الأحباب ص ١٨٧].
(٢) فى المصدر السابق : «قرأ النحو على الإمام محمد بن مالك».
(٣) هكذا فى المصدر السابق ـ وفى «م» : «وروى الحديث عن الحسن بن الزبيدى».
(٤) أى : عند دخول التتار دمشق.