[فقال](١) : ما بالهم؟ قال : إنك قلت : كذا وكذا فى أثناء الخطبة. قال له : لم أملك نفسى حين رأيت الكفّار قد أحدقوا بالمسلمين أن صحت : «يا سارية الجبل».
قال : فلما قال عمر ذلك لعبد الرحمن ، جاء عبد الرحمن إلى الناس وقال لهم : اعلموا أنّ عمر ، رضى الله عنه ، لم يدخل فى شىء إلّا كان له منه مخرج ، ولا يتكلّم إلّا بما فيه فائدة. ثم أخبرهم بخبر «سارية».
فلمّا كان بعد مدّة جاء رسول سارية وأخبر أنّ سارية ظفر وانتصر ، ودفع كتابا من سارية إلى عمر ، فقرأ عمر الكتاب على الناس .. أخبر سارية أنّ المسلمين قاتلهم الكفّار يوم جمعة من أول النهار إلى وقت الزوال ، وأنّا سمعنا صوتا ينادى : «يا سارية ، الجبل» فانزوينا إلى الجبل ، ثم رجعنا على المشركين وقاتلهم ، وهزمناهم (٢).
فقال الصحابة ، رضوان الله عليهم : إنّ عمر مؤيّد (٣) من الله عزّ وجلّ بالبصيرة التامّة. (انتهى).
قبر القارئ أبى حفص العمروشى (٤) :
ثم تجىء إلى قبر «العمروشى» ، يكنى أبا حفص ، واسمه عمر ، كان ـ رضى الله عنه ـ مقيما بالجامع العمرىّ ، وكان يقرأ على كل عمود من عمد الجامع ختما كاملا إلى أن مات. وهو يعرف إلى الآن بالقارىء.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين زيادة لم ترد فى «م».
(٢) فى «م» : «وما كناهم» تصحيف.
(٣) فى «م» : «يؤيد» تصحيف.
(٤) العنوان من عندنا .. وهو معدود من طبقة القراء. [وانظر الكواكب السيارة ص ٣٠٩].