ثم تخرج إلى الخندق وتنزل منه وتطلع تجد تربة فيها الياسمينى والنسرينى وجماعة من الصالحين ـ رحمة الله عليهم.
قبر الفقيه نجم الدين عمارة بن على اليمنى (١) :
ثم تمضى إلى تربة تعرف بتربة بنى المنتجب ، بها قبة فيها قبر الفقيه الفاضل نجم الدين عمارة بن على بن زيدان (٢) ، المكنى أبا محمد الحكمى المذحجىّ اليمنى الشّافعىّ الفرضى ، الشاعر المشهور.
تفقّه بزبيد مدة أربع سنين (٣) ، وهو من قحطان ، ثم الحكم بن سعد العشيرة المذحجيّ. ولد بتهامة من أرض اليمن فى مدينة يقال لها «مرطان» من وادى «وساع» (٤) ، وبعدها من مكة فى مهب (٥) الجنوب أحد عشر يوما (٦) ، سنة ٥١٥ ه ، وبلغ بها الحلم سنة ٥٢٩ ه ، ورحل (٧) إلى زبيد سنة ٥٣١ ه ، وحج سنة ٥٤٩ ه ، فسيّره صاحب مكّة قاسم بن هاشم بن فليتة رسولا إلى الفائز (٨) خليفة مصر ، فمدحه بقصيدة ميمية ، فوصله (٩) ، ومدح ابن رزّيك فأحسن صلته.
__________________
(١) العنوان من عندنا. وهذه الشخصية لم يرد لها ذكر فى «ص». [وانظر ترجمته فى سير أعلام النبلاء ج ٢٠ ص ٥٩٢ ـ ٥٩٦ ، والنجوم الزاهرة ج ٦ ص ٧٠ و ٧١ ، ووفيات الأعيان ج ٣ ص ٤٣١ ـ ٤٣٦ ، وشذرات الذهب ج ٤ ص ٢٣٤ و ٢٣٥].
(٢) فى الوفيات : «ريدان» بالراء المهملة.
(٣) فى «م» : «أربع سنين فى المدرسة بزبيد».
(٤) فى «م» : «وادى السباع ، وقيل : وادى وساع» ، والأخيرة التى أثبتناها هى التى ورد لها ذكر فى الوفيات وفى معجم البلدان ، وذكر ياقوت أنها من قرى اليمن.
(٥) فى «م» : «محل» مكان «مهب». وما أثبتناه عن الوفيات ج ٣ ص ٤٣٢.
(٦) فى «م» : «إحدى عشر» خطأ ، والصواب ما أثبتناه.
(٧) فى «م» : «ودخل».
(٨) هو الفائز بن الظافر.
(٩) فوصله : أجزل له العطاء والصّلة. وهذه القصيدة فى الوفيات ج ٣ ص ٤٣٢ و ٤٣٣ ومطلعها :
الحمد للعيس بعد العزم والهمم |
|
حمدا يقوم بما أولت من النّعم |