وروى عنه أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعى : روى إسماعيل ـ المذكور ـ بإسناده عن سفيان قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «بخ بخ ، خمس ما أثقلهنّ فى الميزان : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلىّ العظيم ، وفرط صالح يفرطه المسلم» (١).
وروى بسنده إلى عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «اقرأ بالمعوذتين كلّما قمت وكلّما نمت».
وقال : لقى حكيم حكيما ، فقال : أحدهما (٢) للآخر : لا يراك الله عندما نهاك ، ولا يفقدك عندما أمرك.
وقال : جاء رجل فقال : سمعت صالح بن الحسين يبكى فى طول الليل. فجئت إليه فسمعت قراءته فى ليلة وهو يردّد قوله تعالى : (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً)(٣) وما زال كذلك إلى أن طلع الفجر ، فسقط مغشيّا عليه فى محرابه ، قال : فدخلت عليه فوجدته ميتا.
وكان هذا الإمام حدّادا فى شبابه (٤) ، فمرّت به امرأة فقيرة وقالت له : إنّ لى بناتا (٥) سافر أبوهنّ وما ترك شيئا. فمضى وترك حانوته واشترى طعاما وحمله معها إلى بيتها ، فخرج إليه البنات ، فقالت إحداهن : «كفاك الله نار الدّنيا ونار الآخرة». ثم مضى إلى دكّانه فحمى حديدة إلى أن صارت نارا ، ومسكها بالكلبتين (٦) ، فوقعت الحديدة على رجله وهى باردة ،
__________________
(١) وفرط صالح يفرطه المسلم ، أى : وعمل صالح يقدمه المسلم ينال عليه أجرا عظيما ويسبقه إلى الجنة.
(٢) فى «م» : «إحداهما» لا تصح.
(٣) سورة الإنسان ـ الآية ١٠.
(٤) فى «م» : «صبائه».
(٥) فى «م» : «بنات» لا تصح.
(٦) الكلبتان : أداة يأخذ بها الحدّاد الحديد المحمّى. يقال : حديدة ذات كلبتين.