فأصبح الشريف وجهّز نفسه ودعا الناس لجنازته ، وأعلم أهله ، فمات فى ذلك اليوم ، رضى الله عنه.
ويقال إنه لقّب بذلك لأنه كان فى أول عمره ينام الليل ، فرأى الجنة وما فيها من الحور العين ، فأعجبته حورية (١) ، فقال لها : هلمّى إلىّ ، فقالت : لا سبيل إلى ذلك إلّا أن تعطينى أمنيتى. فقال لها : ما أمنيتك؟ فقالت : قيام اللّيل. فقال : والله لا نمت بعدها. فأدركته سنة من النوم فى بعض الليالى ، فقالت له : إيّاك والنوم فينفسخ العقد. فكان لا ينام ليلا ولا نهارا حتى مات ، رضى الله عنه.
قبر يحيى بن على العلوى (٢) :
وممن قبر بهذا المشهد أبو القاسم يحيى بن على بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن أبى طالب ، وكان يحيى بن على من أكابر العلويين ، انتهت إليه الرئاسة فى زمنه ، ومعه ولده أحمد ، ورأسه تحت رجليه. وكان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، يأتيه السائل فيعطيه ثوبه ، وجاءه رجل فسأله : هل من شىء لله؟ فقال له : لم يكن عندى سوى نفسى فخذنى فبعنى ، فأخذه وجاء به إلى الوزير الماذرائى ، فقال له : يا وزير اشترنى (٣) من هذا! فقال : من يقدر على ثمنك؟ ثم دفع للرجل مائة دينار ، ويقال : ألف دينار.
ومن كلامه ـ رضى الله عنه : أشدّ الخجل خجل السؤال ، وأشدّ الندم ندم العاصى.
__________________
(١) فى «م» : «فأعجبه حورىّ» تحريف .. ومن أول قوله : «ويقال إنه لقّب بذلك» إلى «قبر العبد الصالح فرج» عن «م» وساقط من «ص».
(٢) العنوان من عندنا.
(٣) فى «م» : «اشترينى».