وقال : الخليفة](١) أرسل لكم هذه الصّرّة ، ويسلم عليكم ويقول لكم : ادفعوها إلى مستحقها. فقال له : سلّم عليه وقل له : قد سبقها مستحقّها ، فأعطى الصّرّة للرّجل ، وإذا بالمطر قد نزل من السماء ، فقال له : أبشر ، فإنّ زوجتك تضع ذكرا. فذهب الرجل إلى منزله فوجد زوجته قد وضعت ذكرا ، فاشترى لها ما يقوم بحالها ، ثم عاد إلى الشيخ وقال : يا سيدى ، ما تعجبت من المالية (٢) كيف حصلت ، إنّما تعجبت من قولك : زوجتك تضع ذكرا ، وقد وضعت!
فقال : يا بنّى ، أخذت ذلك من كتاب الله تعالى ، قال الله تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً)(٣) فلما أن حصل الاستغفار والمالية والمطر ، استدللت (٤) بهذه على الولد.
ثم تاب الرجل ولزم خدمة الشيخ إلى أن مات ، ودفن تحت رجليه.
تربة الشيخ الزاهد شيبان الرّاعى (٥) :
ثم تمضى إلى تربة الشيخ الصالح شيبان ، واسمه محمد (٦) بن عبد الله
__________________
(١) ما بين المعقوفتين من عندنا لاستقامة المعنى.
(٢) هكذا فى «م» .. ويريد بها حكاية الصّرّة التى أرسلت إليهما من الخليفة.
(٣) سورة نوح ـ الآيات من ١٠ ـ ١٢.
(٤) فى «م» : «استدليت».
(٥) العنوان من عندنا ـ [انظر ترجمته فى حلية الأولياء ج ٨ ص ٣١٧ ، وتحفة الأحباب ص ٣٢٤ و ٣٢٥ ، والكواكب السيارة ص ١٩٢ و ١٩٣].
(٦) هكذا فى «م» والتحفة والكواكب السيارة .. وفى الحلية : «أبو محمد».