فصل
فى مغفرة (١) الله تعالى للوالد يحفّظ ولده القرآن
يروى بريدة (٢) قال : كنت عند رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، فسمعته يقول : «إنّ القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة كالرجل الشّاحب (٣) ، فيقول له : هل تعرفنى؟! فيقول : ما أعرفك .. فيقول : أنا صاحبك الذي أظمأتك فى الهواجر (٤) ، وأسهرت ليلك (٥) .. قال : فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ، ويوضع تاج الوقار على رأسه ، ويكسى والداه (٦) حلّتين لا يقوّم لهما
__________________
(١) فى «م» : «فى معرفة».
(٢) هو بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث الأسلمى .. من أكابر الصحابة ، أسلم قبل بدر ولم يشهدها ، وشهد خيبر وفتح مكة ، واستعمله النبي صلّى الله عليه وسلم على صدقات قومه ، وسكن المدينة ، وانتقل إلى البصرة ، ثم إلى مرو فمات بها سنة ٦٣ ه. وله ١٦٧ حديثا.
[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٢ ص ٥٠ ، وأسد الغابة ج ١ ص ٢٠٩ و ٢١٠ ، ورجال صحيح البخارى ج ١ ص ١٢٢ ، ورجال صحيح مسلم ج ١ ص ٩٧ ، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٦٩ ـ ٤٧١ ، وطبقات ابن سعد ج ٤ ص ٢٤١ ـ ٢٤٣ ، وكتاب الجرح والتعديل ج ٢ ص ٤٢٤ ، وشذرات الذهب ج ١ ص ٧٠ ، وفيها توفى سنة ٦٢ ه].
(٣) فى «م» : «الصاحب». تصحيف ، والتصويب من نص الحديث الذي رواه الدارمى فى سننه ، فى كتاب فضائل القرآن ج ٢ ص ٤٥٠ و ٤٥١ ط دار إحياء السّنّة النبوية ، ولفظ الحديث : «إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه القبر كالرجل الشاحب ..».
(٤) فى الدارمى : «أنا صاحبك القرآن ..». والهواجر : جمع هاجرة ، وهى نصف النهار عند اشتداد الحرّ.
(٥) بعد هذا فى «ص» : «إنّ كل تاجر من وراء تجارته ، وإنّى اليوم من وراء كل تجارة». وفى الدارمى : «وإنّك اليوم من وراء كل تجارة».
(٦) فى «م» و «ص» : «والده» وما أثبتناه مطابق لنص الحديث.