ولايته (١) أربعا وعشرين سنة ، وستة أشهر (٢) ، وستة عشر يوما ، وأقامت مصر بعده بغير قاض (٣) ثلاث سنين.
قبر الشيخ أبى رحمة (٤) :
ويلى قبره (٥) قبر الشيخ الصالح ، المعروف بأبى رحمة. وكان هذا الرجل صالحا محبوبا عند الناس ، يزور الصالحين ويبدى أخبارهم (٦) وفضائلهم ، رآه بعض من كان يزور معه فى النوم بعد وفاته ، فقال له : ما فعل الله بك؟ فقال : والله نجوت بحبّ الله وحبّ رسوله من النار ، وغفر لى بكثرة الصّلاة على المختار (٧).
قبر القاضى الخير بن نعيم (٨) :
ومن غربّى قبر أبى رحمة ـ تحت الكوم ـ قبر (٩) القاضى الخير بن نعيم ابن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن مرّة بن كريب (١٠) بن عمرو بن
__________________
(١) أى : ولايته للقضاء.
(٢) فى «م» : «شهور». وما أثبتناه هو الأصح (جمع قلّة).
(٣) فى «ص» : «بلا قضاء».
(٤) هذا العنوان من عندنا.
(٥) أى : قبر القاضى بكّار.
(٦) فى «ص» : «ويدلّ على أخبارهم».
(٧) فى «ص» : «فقال : والله مالى عمل ينجينى إلّا حب الله تعالى وحب رسوله ، وكنت أصلى عليه فى كل يوم وليلة ، وأكثر الصلاة عليه ، فأنجانى الله تعالى من النار ببركة الصلاة على النبي المختار».
(٨) هو خير بن نعيم من مرّة الحضرمى المصرى ، قاض ، من رجال الحديث ، والفقهاء والقصّاص .. ولى القضاء ببرقة ومصر سنة ١٢٠ ه ، واعتزل بمصر سنة ١٣٥ ه ، فدعى ثانية ، فأبى. وكان يحسن اللغة القبطية. وتوفى سنة ١٣٧ ه. وقد وثقه النسائى وابن حبان ، وقال أبو زرعة : صدوق ولا بأس به.
[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٢ ص ٣٢٦ ، والولاة والقضاة ص ٣٤٨ ـ ٣٥٢ ، وتهذيب التهذيب لابن حجر العسقلانى ج ٣ ص ١٧٩ ، وحسن المحاضرة للسيوطى ج ١ ص ٥٥١ وج ٢ ص ١٣٩ ، ورجال صحيح مسلم ج ١ ص ١٩٤].
(٩) فى «ص» : «قبالة أبى رحمة إلى القبلة قبّة تحتها قبر».
(١٠) بعد هذا فى «ص» : «ويكنى أبا إسماعيل ، كان من الفضلاء المحدثين ، وله روايات كثيرة ،