قبر أبى يعقوب النهرجورى (١) :
فإذا جزت ثمّ تزور (٢) بالنية ، وتجىء عن يمينك قبل أن تصل إلى مقطع الحجارة ، فتدخل على يمينك وأنت مستقبل القبلة تجد قبرا يقال : هو قبر أبى يعقوب (٣) النّهرجورىّ ، قيل : إنه قرأ على أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب القرآن (٤). قال الصلاح الصّفدىّ ـ رحمه الله ـ فى كتابه «الوافى بالوفيات» : إسحاق بن محمد (٥) أبو يعقوب النّهرجورىّ ، من كبار مشايخ الصوفية وعلمائهم ، جاور بمكة سنينا (٦) كثيرة ، ومات بمكة ولم يمت بمصر ولم يدفن بها ، مات فى سنة ٣٣٠ ه.
ومن كلامه ـ رضى الله عنه : «مفاوز الدنيا تقطع بالأقدام ، ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب». وقال : «العابد يعبد الله تخويفا ، والعارف يعبد الله تشريفا». وقال : «احترسوا (٧) من الناس بسوء الظن بأنفسكم لا بالناس».
__________________
(١) العنوان من عندنا. وهو أبو يعقوب إسحاق بن محمد النّهرجورى ، من علماء الصوفية ، ونسبته إلى «نهر جور» قرية بالقرب من الأهواز. رحل إلى الحجاز ، وأقام مجاورا بالحرم سنين كثيرة. ومات بمكة سنة ٣٣٠ ه ولذا قال المؤلف هنا : «ثم تزور بالنية».
[انظر الأعلام ج ١ ص ٢٩٦ ، وطبقات الصوفية ص ٣٧٨ ـ ٣٨١ ، وطبقات الشعرانى ج ١ ص ١١١ ، والرسالة القشيرية ج ١ ص ١٦٧ و ١٦٨ ، وحلية الأولياء ج ١٠ ص ٣٥٦ ، وسير أعلام النبلاء ج ١٥ ص ٢٣٢ و ٢٣٣ ، وشذرات الذهب ج ٢ ص ٣٢٥ و ٣٢٦].
(٢) فى «م» : «تزر» لا يصح. وثمّ ، أى : هناك.
(٣) فى «م» : «أبو يعقوب».
(٤) أى : قرأه عليه مناما ، والله أعلم. وإلى هنا ينتهى ما كتب عنه فى «ص». ومن قوله : «قال الصفدى ..» إلى قوله : «وكان لها قدم صدق» عن «م» ولم يرد فى «ص».
(٥) فى «م» : «أبو محمد» تحريف من الناسخ.
(٦) هكذا فى «م» وهى صحيحة ، فالسنة تجمع كجمع المذكر السالم فيقال : سنون وسنين ، وتحذف النون للإضافة. وتجعل النون حرف إعراب ـ فى لغة ـ تنوّن فى التنكير ، ولا تحذف مع الإضافة ، كأنها من أصول الكلمة ، وعلى هذه اللغة قوله ، صلّى الله عليه وسلم : «اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف».
(٧) فى «م» : «احترز».