وجاء به إلى قبورهم ، ثم قال له (١) : هؤلاء سماسرة الخير. فقال له الرجل : أتيت بى إلى قبور؟! فجلس الرجل محزونا جائعا ، فنام ممّا لحقه من الهمّ ، فرأى فى منامه واحدا منهم ، فقصّ عليه قصته ، فقال له : امض إلى ولدى فى دارى الفلانية بالمكان الفلانى ، واسمه فلان ، وقل له احفر فى مكان كذا وكذا من الدار (٢) ، وادفع لى ما أنفق (٣). فاستيقظ الرجل ، وجاء إلى الدار التى وصفها له الميت ، واجتمع بولده ، وذكر له المنام ، وعيّن له الموضع ، فحفر فيه فوجد «برنيّة» (٤) فيها ثلاثمائة دينار ، فأخذها الرجل واستغنى بها.
قبر أبى شعرة صاحب الدار (٥) :
وبجانبه إلى الشرق قبر أبى شعرة ، يقال له : «صاحب الدار» رحمه الله تعالى ، كان له دار يسكنها لله تعالى ، ويجعل لمن يسكنها ما يأكل وما يشرب ، والكسوة له ولعياله (٦) لمدّة ستة أشهر. ويشترط ذلك مع كلّ ساكن (٧).
__________________
(١) فى «ص» : «فقال له».
(٢) هكذا فى «م» .. وفى «ص» : «تمضى إلى دارى وتقول لولدى : احفر فى مكان كذا وكذا ، ووصف له موضعا فى الدار».
(٣) فى الكواكب السيارة : «وما وجده يدفع لك منه ما تفقه».
(٤) البرنيّة : إناء واسع الفم من خزف أو زجاج ثخين.
(٥) العنوان من عندنا.
(٦) فى «م» : «ولعائلته».
(٧) قوله : «ويشترط ذلك مع كل ساكن» عن «م» وساقط من «ص».