وله ـ رضى الله عنه ـ شعر (١) :
أتدرى يا بن آدم ما أبحت |
|
وما أعطاك ربّك إن شكرت |
إذا ما شئت قمت إلى الصّلاة |
|
فناجيت الإله بما أردت |
وقيل : إنه سأل الله تعالى أن تصيبه الحمّى لما فيها من الأجر لمن صبر عليها (٢) ، فكانت الحمّى تأتيه ساعة من النهار فى كل يوم ، فيحمى لها جسمه ، ويتغير لها لونه ، فإذا غربت الشمس زالت عنه ، فلم تزل كذلك حتى توفى ـ رحمه الله تعالى ـ فى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ، وصلّى عليه صاحبه الحدّاد.
قبر البزاز ، رحمه الله تعالى (٣) :
تجده على مصطبة ، كان من خيار الناس (٤) ، وكان إذا باع واستفتح وجاءه زبون آخر قال له : امض إلى جارى ، فإنى قد استفتحت.
قال الرّاوى : قال لى رجل أعرفه (٥) ، ونحن عند قبره نزوره : يا سيدى ، أخبرك بأعجوبة؟ قلت : ما هى؟ قال : كنت يوما ليس لى شىء (٦) ، وقد دخل الشتاء ، فجئت إلى قبر هذا الرجل فزرته ثم قلت : يا صاحب هذا القبر ، أنت ما سمّيت بزّازا سدى ، وأنا أشتهى عليك ما ألبسه ، فإننى فقير ولا شىء لى (٧) ، وقد تعرّيت. ثم عدت إلى بيتى ، فلما كان الغد
__________________
(١) قوله : «وله ... شعر» عن «م» وساقط من «ص».
(٢) فى «م» : «عليها وعلى ألمها».
(٣) العنوان عن «ص». [وانظر الكواكب السيارة ص ١٣٢ و ١٣٣].
(٤) فى «ص» : «من خيار المسلمين».
(٥) هكذا فى «ص» .. وفى «م» : «قال لى من أثق به ، رجل أعرفه. صادق فى قوله».
(٦) فى «ص» : «مالى شىء».
(٧) فى «م» : «لا مال لى».