عقبة بن نافع (١) :
ولعمرو هذا أخ لأمّه (٢) ، وهو : عقبة بن نافع بن فهر بن مالك ، ولّاه إفريقية ـ ذكره عبد البر ـ وهو من أعيان الصحابة ، رضى الله عنهم (٣) ، دخل مصر واختط بها ، ثم خرج منها غازيا ، فقتله البربر سنة ٦٣ من الهجرة.
ومما روى فى الصحيح أنّ النبي ، صلّى الله عليه وسلم ، رأى كأنه فى دار عقبة بن نافع ، فجىء إليه برطب يسمّى «طابا» (٤) وهو نوع معروف بالمدينة ، فأوّلتها «الوقعة» ، وأنّ ديننا قد طاب لنا (٥).
وحكى صاحب تاريخ إفريقية أن عقبة بن نافع لمّا دخل إلى إفريقية ، وهو مقدّم على الجيش ، قيل : إنّ الوادى [كان](٦) مملوءا بالسّباع
__________________
(١) هذا العنوان من عندنا ولم يرد فى «م» وجاء مكانه فى «ص» ترجمة «عقبة بن عامر الجهنى». وستأتى.
وعقبة بن نافع هذا هو : عقبة بن نافع بن عبد القيس الأموى الفهرى ، فاتح ، من كبار القادة فى صدر الإسلام ، وهو بانى مدينة القيروان ، ولد فى حياة النبي صلّى الله عليه وسلم سنة ١ قبل الهجرة ، وشهد فتح مصر ، ووجهه عمرو بن العاص إلى إفريقية سنة ٤٢ ه واليا ، فافتتح كثيرا من تخوم السودان ، وكورها فى طريقه ، وعلا ذكره ، فولّاه معاوية إفريقية استقلالا سنة ٥٠ ه ، وسيّر إليه عشرة آلاف فارس ، فتوغل فى بلاد إفريقية ، ففتح حصونا ومدنا. وكان ـ رحمه الله ـ مجاب الدعوة ـ استشهد سنة ٦٣ ه ، ودفن بالزّاب عند «تهودة» بالمغرب الأقصى.
[انظر الأعلام ج ٤ ص ٢٤١ ، وأسد الغابة ج ٤ ص ٥٩ و ٦٠ ، وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٥٣٢ ـ ٥٣٤ ، والتاريخ الكبير ج ٦ ص ٤٣٥ ، وحسن المحاضرة ج ١ ص ٢٢٠ ، وتاريخ الطبرى ج ٥ ص ٢٤٠].
(٢) وقيل : ابن خالته [انظر المصادر السابقة] والمرجح أنه أخوه لأمّه.
(٣) وقيل : لا تصح له صحبة [انظر بعض المصادر السابقة].
(٤) فى «م» : «طاب» خطأ ، والصواب بالنصب ، وهو نوع من تمر المدينة منسوب إلى «طاب» ـ رجل من أهل المدينة.
(٥) لم أقف على هذا الحديث فيما لدىّ من مصادر.
(٦) ما بين المعقوفتين سقط سهوا من الناسخ ، وإلّا لجاءت «مملوءا» بالرفع على أنها خبر لإنّ ، لا بالنصب كما وردت هنا.