بوّابنا اللّيل ، وقلنا له : |
|
إن غبت عنّا دخل الصّبح |
وملحه ونوادره كثيرة ، وشعره فى الذّروة الخطيرة ، وكان من محاسن الدهر ، وهيهات أن يخلف الزمان مثله ، وما شىء كمثله.
قبر القاضى الأشرف ابن القاضى الفاضل (١) :
وإلى جانبه قبر ولده [القاضى] الأشرف بهاء الدين أبى العباس [أحمد](٢). كان كبير المنزلة عند الملوك ، وكان مكبّا (٣) على سماع الحديث وتحصيل الكتب. ومولده فى المحرم سنة ٥٧٣ ه. وسمع من القاسم ابن عساكر وابن بنان الذي يسمى الأمير ، والعماد الكاتب ، وجماعة ، وأقبل على الحديث فى الكهولة (٤) ، واجتهد فى الطلب ، وحصّل الأصول الكثيرة ، وسمع أولاده (٥) ، وكان صدرا نبيلا يصلح للوزارة.
وسمع ببغداد ودمشق ، ودرّس بمدرسة أبيه ، وكان مجموع الفضائل ، كثير الأفضال على المحدّثين (٦) ، استوزره الملك العادل ، فلما مات عرضت عليه الوزارة فأبى أن يقبلها ، وكان الملك الكامل (٧) قد سيّره برسالة إلى بغداد ، فأنشد الوزير يقول (٨) :
__________________
(١) العنوان من عندنا. [وانظر ترجمته فى وفيات الأعيان ج ٣ ص ١٦٣ ، وشذرات الذهب ج ٥ ص ٢١٨].
(٢) ما بين المعقوفتين عن الوفيات فى الموضعين.
(٣) فى المصدر السابق : «وكان مثابرا».
(٤) فى «م» : «الهدلة» تصحيف ، والتصويب من شذرات الذهب.
(٥) هكذا فى «م» .. وفى المصدر السابق : «فسمع الكثير ، وكتب واستنسخ ، وكان رئيسا نبيلا».
(٦) أى : المشتغلين بعلم الحديث.
(٧) وهو ابن الملك العادل.
(٨) فى الوفيات : «فأنشد الوزير من نظمه».