انفتل من صلاته (١). فسلّم علّى وقال : يا يعلى ، أنا الخضر. فقلت : يا سيدى ، بالذى جمع بينى وبينك ، علّمنى شيئا أقوله ينفعنى ، أو إذا قلته نفعنى. فقال لى : «استغفر الله من كلّ ذنب أذنبته ثم تبت منه ثم عدت إليه ، واسأله التّوبة ، واستغفر الله عزّ وجلّ من عهد عهدته لله على نفسك فلم توف (٢) به ، واسأله التوبة ، واستغفر الله تعالى من كلّ نعمة أنعمها عليك فى طول عمرك (٣) فاستعنت بها على معاصيه ، واسأله الحميّة والعصمة من ذلك كله ، واسأله التوبة والمغفرة ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلىّ العظيم».
شعر :
يا ساهيا غافلا عمّا يراد به |
|
حان الرّحيل ، فما أعددت من زاد؟ |
تظنّ أنّك تبقى سرمدا أبدا |
|
هيهات أنت غدا مع من غدا غاد |
* * *
قبر بشرى بن سعيد الجوهرى (٤) :
وشرقيه قبر الشيخ الصالح بشرى بن سعيد الجوهرى ، جدّ سيدى أبى الفضل الواعظ المذكور.
قال القضاعى : ملك بشرى ألف دينار ، فتصدق بها كلها ، وكان إذا جاءه بعد ذلك فقير يقترض على ذمّته ويعطيه خشية أن يردّه خائبا ، فاجتمع
__________________
(١) انفتل من صلاته : انصرف منها. وفى «م» : «انتقل».
(٢) فى «م» : «على نفسى فلم أوف» ، ولا تناسب السياق.
(٣) فى «م» : «أنعمها علىّ فى طول عمرى».
(٤) العنوان من عندنا. [وانظر الكواكب السيارة ص ٦٨ و ٦٩].