قبر الفقيه أبى إسحاق المروزى (١) :
ثم تذهب من هذه التربة إلى الحوش المجاور لتربة الإمام محمد بن إدريس الشافعى. بهذا الحوش الجليل والمعظم ، والمحل الأنور المفخّم ، قبر الشيخ الإمام ، العالم العلّامة الفاضل أبى إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسحاق المروزىّ الشافعى.
كان إمام عصره فى الفتوى والتدريس ، تفقّه على ابن سريج (٢) ، وبرع فى الفقه ، قال ابن خلّكان فى حقه : انتهت إليه الرياسة فى الفقه بالعراق بعد ابن سريج ، وصنّف كتبا كثيرة ، وشرح مختصر المزنّى.
وقال الشيخ أبو إسحاق فى حقه : انتهت إليه رياسة الفقه ببغداد ، وصنّف فى الأصول ، وعنه أخذ الأئمة ، وانتشر الفقه عن أصحابه فى البلاد.
ومن أحسن ما ذكر عنه من شعره قوله (٣) :
لا يغلونّ عليك الحمد فى ثمن |
|
فليس حمد وإن أثنيت بالغالى |
الحمد يبقى على الأيّام ما بقيت |
|
ويذهب الدّهر بالأيّام والمال |
وخرج إلى مصر فى آخر عمره فتوفى بها لسبع (٤) خلون من رجب الفرد سنة أربعين وثلاثمائة. وقيل : ليلة الأحد الحادى والعشرين منه (٥) سنة ٣٤٠ ه. وقبره يزار ويتبرك به ـ رحمه الله تعالى ورضى عنه (٦).
__________________
(١) العنوان من عندنا. [وانظر ترجمته فى وفيات الأعيان ج ١ ص ٢٦ و ٢٧ ، وتاريخ بغداد ج ٦ ص ١١].
(٢) فى «م» : «تفقه بابن شريح» تحريف من الناسخ ، والتصويب من الوفيات فى الموضعين.
(٣) فى «م» : «يقول».
(٤) فى الوفيات : «لتسع».
(٥) هكذا فى «م» .. وفى الوفيات وتاريخ بغداد : «ليلة يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب».
(٦) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص» والمشار إليه فى صفحة ٤٣٧ ، الهامش رقم (١).