قبر الشيخ أبى غلبون رجاء (١) :
ثم تجد قبر الشيخ أبى غلبون رجاء ـ وقيل : أبى الزاهد ـ كان من عباد الله الصالحين ، ويذكر عنه حكايات عجيبة وكرامات. وسمع الكثير ، وحدّث عن أبى القاسم مكى بن عبد السلام الرّميلىّ وغيره.
وروى بإسناده ، أنّ النّبىّ ، صلّى الله عليه وسلم قال : «من تطهّر فى بيته ثمّ أتى المسجد فسبّح الله فيه تسبيحة فى الضّحى ، كتب الله له كأجر المعتمر المحرم ، وإذا صلّى صلاة فى إثرها لا لغو فيها كانت فى علّيّين (٢). ومن تطهّر فى بيته ثم [أتى](٣) المسجد فصلّى فيه صلاة مكتوبة فى جماعة ، كتب الله له كأجر الحاجّ المحرم».
وروى بسنده إلى أبى هريرة ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال : «ما من أحد يغدو أو يروح إلى المسجد ، ويؤثره على ما سواه إلّا وله عند الله نزل يعدّه له فى الجنّة كلما غدا وراح» (٤). كما أن أحدكم إذا زار من يحب اجتهد فى كرامته.
وقد جاء (٥) أبو غلبون هذا من الشام إلى ديار مصر واستوطنها ، ومات بها ، وكان يشار إليه بالزّهد والعبادة ، وأفعال البرّ.
__________________
(١) العنوان من عندنا.
(٢) وروى أبو داود فى سننه عن أبى أمامة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : «صلاة فى إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب فى علّيّين».
[انظر سنن أبى داود ج ٢ ص ٢٧ كتاب الصلاة ، باب صلاة الضحى].
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من عندنا يستدعيها السياق ، ولم ترد فى «م».
(٤) فى «م» : «كما» مكان «كلما» تحريف. والنّزل : المنزل ، وما هيّئ للضيف يأكل فيه وينام. والحديث رواه البخارى فى كتاب الأذان ، باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح ، ج ١ ص ١٦٨ طبعة دار الشعب ، ورواه غيره باختلاف يسير فى لفظه.
(٥) فى «م» : «وقد ورد».