على المعبّر قال : ينالك مكروه من شخص مقيم فى المسجد الفلانى [فأرسل جماعة فى صبيحة ليلته إلى ذلك المسجد ، فما رأوا فيه إلّا شخصا أعجميّا فقيرا ، فردّوه إليه](١) فلما رآه سأله : من أين حضر (٢)؟ ومتى قدم؟ فكلما يسأله عن شىء يجيبه. فلما ظهر له حاله وضعفه وعجزه عن إيصال مكروه منه (٣) أعطاه شيئا وقال : يا شيخ ، ادع لنا ، وأطلقه. فلما استولى السلطان صلاح الدين وعزم على القبض على «العاضد» استفتى الفقهاء فى خلعه (٤) ، فكان أكثرهم مبالغة فى الحطّ على العاضد وأشدهم قياما فى أمره ذلك الشيخ المقيم فى المسجد ، الذي أحضره (٥).
* * *
ثم تأتى إلى [قبر](٦) القاضى عبد الوهاب ، وتنحرف إلى الخندق ، ثم تشرّق قليلا تجد قبرا (٧) كان عليه رخام مكتوب عليه : الحسين بن كثير (٨).
قبر الإمام ورش المدنى (٩) :
ثم تمرّ مستقبلا (١٠) ، تجد قبر الإمام الفاضل عثمان ، الملقّب بورش
__________________
(١) ما بين المعقوفتين عن المصدر السابق ، وقد ورد فى «م» مضطرب السياق.
(٢) فى «م» : «من أين حضوره».
(٣) فى «م» : «منه إلى العاضد».
(٤) فى الوفيات : «فى قتله».
(٥) فى «م» : «ذلك الصوفى الذي أحضره» ، يعنى الخبوشانى ، وذلك لما كان عليه العاضد وأشياعه من فساد العقيدة.
[انظر الوفيات ج ٣ ص ١١١ والمصادر السابقة].
(٦) ما بين المعقوفتين من عندنا.
(٧) فى «م» : «قبر» خطأ ، والصواب بالنصب.
(٨) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص».
(٩) فى «ص» : «قبر الشيخ أبى عمرو عثمان بن سعيد المعروف بورش المدنى». وهو عثمان ابن سعيد بن عدى المصرى ، من كبار القراء ، غلب عليه لقب «ورش» لشدة بياضه ، ولد سنة ١١٠ ه وتوفى سنة ١٩٧ ه. [انظر ترجمته فى الأعلام ج ٤ ص ٢٠٥ ، ومعرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للذهبى ج ١ ص ١٢٦ ـ ١٢٨ ـ الطبقة الخامسة ، وتحفة الأحباب ص ٣٢٣].
(١٠) أى : ناحية القبلة. وهذا القبر موجود الآن بداخل مدفن عبد الفتاح بك محرم ، أحد قضاة