وقال أحمد بن الخواص (١) : رأيت يحيى بن أكثم (٢) فى المنام فقلت له : ما فعل الله بك؟ وكيف وجدت ربّك؟ فقال : وجدت ربى جوادا كريما ، أقامنى بين يديه مقام العبد الذليل بين يدى سيّده الجليل ، ثم قال لى : يا شيخ السوء ، تأتينى بتخاليط كثيرة! لو لا شيبتك لأحرقتك بالنار (٣). قال : ثم قلت : إلهى ، ما هكذا بلغنى يا سيدى عنك .. قال : وما الذي بلغك عنى؟ قلت : حدّثنى عبد الرّزّاق (٤) ، عن معمر ، عن الزهرى ، عن أنس بن مالك ، عن نبيّك ، صلّى الله عليه وسلم ، عن جبريل ، عنك أنك قلت : «لا يشيب عبد فى الإسلام فأحرقه بالنار» .. فقال : صدق عبد الرّزّاق ، [صدق](٥) معمر ، صدق الزهرى ، صدق أنس بن مالك ، صدق نبيّى ، صدق جبريل ، انطلقوا بعبدى إلى الجنة.
__________________
(١) هكذا فى «م» .. وفى «ص» : «أحمد الخواص». وقد ورد اسمه فى الرؤيا المذكورة هنا فى تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٢٠٣ أنه الشيخ الصالح محمد بن سلم الخواص.
(٢) هو يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان ، من ولد أكثم بن صيفى التميمى ، يكنى أبا محمد ، كان عالما بالفقه ، بصيرا بالأحكام ، ولّاه المأمون القضاء ببغداد ، وكان أديبا شاعرا .. وكانت وفاته فى سنة ٢٤٢ ه بعد منصرفه من الحج ، ودفن بالرّبذة (من قرى المدينة).
[انظر ترجمته فى تاريخ بغداد ج ١٤ ص ١٩١ ـ ٢٠٤ ، وطبقات الصوفية «حاشية» ص ٤٠ ، والأعلام ج ٨ ص ١٣٨ ، ووفيات الأعيان ج ٦ ص ١٤٧ ـ ١٦٥ ، وميزان الاعتدال ج ٤ ص ٣٦١ و ٣٦٢ ، والعبر للذهبى ج ١ ص ٣٤٥ ، وسير أعلام النبلاء ج ١٢ ص ٥ ـ ١٦ ، وشذرات الذهب ج ٢ ص ١٠١ و ١٠٢].
(٣) هكذا فى «م» .. وفى «ص» اختلاف يسير فى الألفاظ لا يخل بالمعنى ، وفى تاريخ بغداد أيضا. [انظر المصدر السابق ج ١٤ ص ٢٠٣ و ٢٠٤].
(٤) فى «م» : «عبد الرازق» فى كل المواضع ، تصحيف ، والصواب ما أثبتناه عن المصدر السابق وغيره ، وهو : عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميرى ، أحد الأعلام الثقات ، ولد سنة ١٢٦ ه ، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة ، وجالس معمر بن راشد سبع سنين ، وسمع من ابن جريج ، وعبيد الله بن عمر ، وعبد الله بن سعيد ، وثور بن يزيد ، والأوزاعى ، وغيرهم. وكانت وفاته فى شوال سنة ٢١١ ه.
[انظر ميزان الاعتدال ج ٢ ص ٦٠٩ ـ ٦١٤ ، وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣٦٤ ، ورجال صحيح البخارى ج ٢ ص ٤٩٦ و ٤٩٧ ، وفيه أنه ولد سنة ١٣٦ ه وهو خطأ. وانظر رجال صحيح مسلم ج ٢ ص ٨ و ٩].
(٥) ما بين المعقوفتين عن «ص».