قبر صاحب الدّرّابة (١) :
وتخرج من التربة وتأتى إلى الجهة البحرية (٢) تجد على يمينك قبر صاحب «الدّرّابة» رحمه الله تعالى ، قيل : إنّ ذا النّون المصرىّ ، رضى الله عنه ، رأى فى المنام كأنّ قائلا يقول له : يا ذا النّون ، إذا كان غدا ، اجلس على شفير (٣) الخندق يجيء [إليك] ولّى من أولياء الله تعالى ، ميت محمول على درّابة ، فجهّزه وصلّ عليه (٤). قال : فلما أصبحت جئت وجلست (٥) على الموضع الذي وصف لى ، وإذا برجلين ، يحملان رجلا ميّتا على درّابة ، فقلت لهما حطّاه واذهبا (٦).
قال ذو النون : فغسّلته ، وكفّنته ، وصلّيت عليه ، ودفنته. وأوصى ذو النون (٧) إذا مات أن يدفن تحت رجليه. ففعل ذلك به (٨). قال ذو النون : فرأيت (٩) تلك الليلة فى منامى ذلك الرّجل الذي دفنته وعليه حلّة من السّندس ، فقال : يا ذا النون ، جزاك الله عنى خيرا.
__________________
(١) العنوان من عندنا ، والدّرّابة هنا بمعنى السرير الذي يحمل عليه الميت ، ولم أقف عليها فى المعاجم العربية التى تحت يدى بهذا المعنى.
(٢) فى «ص» : «وتأتى بحرى».
(٣) فى «ص» : «إذا كان من الغد اقعد». والشفير : الجانب والناحية ، وما بين المعقوفتين ـ بعدها ـ عن «م».
(٤) فى «ص» : «رجل ميت ، تجهزه فتصلى عليه».
(٥) فى «ص» : «وقعدت».
(٦) فى «م» : «فقلت لهم حطّوه واذهبوا» بصيغة الجمع ، وهذا جائز فى اللغة باعتبار من يسير خلفهما من المشيعين.
(٧) فى «م» : «ذا النون» لا تصح.
(٨) فى «م» : «أنه عند موته يدفن تحت رجليه ، ففعل به ذلك».
(٩) فى «م» : «فرأيته». و «ذو النون» قبلها عن «ص».