قبر دينار العابد (١) :
وإلى جانبه من البحرى قبر الشيخ دينار العابد ، بجانب ضريح «الفقاعى» رحمه الله تعالى.
كان من كبار الزهاد الصالحين ، وله كرامات كثيرة ، من جملتها أنه اشتهر عنه أنه كان إذا قدّم إليه طعام فيه حرام يرى فيه ثعبانا (٢) يريد أن ينهش يده فيتركه.
وحكى (٣) عنه أنه قال : اجتمعت أنا و «عتبة الغلام» و «صالح المرّى» ومعنا جماعة من الصّالحين ، ومضينا إلى بيت «أبى جهير» الضرير ، فطرقنا عليه الباب ، فكلّمتهم ابنته وقالت : ما تريدون (٤)؟ فقالوا : نريد زيارة الشيخ ، فقالت : ادخلوا. قال : فدخلنا فسلّمنا عليه ، فتقدم عتبة فسلّم عليه ، فقال : من أنت يرحمك الله؟ قال : أنا «عتبة الغلام». قال : أنت الذي جئت آخرا فصرت أولا. ثم تقدّمت ، فقال : من أنت؟ فقال «عتبة» : هذا «دينار» العابد ، فقال : أنت دينار؟ قلت : نعم ، قال : «إيّاك أن يراك على ما نهاك فتسقط من عينه». ثم تقدّم «المرّى» فسلّم عليه ، فقال : من أنت؟ قال : أنا «صالح المرّى» ، قال : أنت الذي تقتل المحبّين بقراءتك؟! أما كان فى كتاب الله آية تقتلك وتريح المحبّين منك؟ اقرأ علىّ من كتاب الله تعالى. قال : فخفت أن أقرأ عليه آية فى ذكر النّار فيتخوّف ويموت ، أو فى ذكر الجنّة فيشتاق إليها. قال : فقرأت عليه (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)(٥). فزعق ووقع وقال :
__________________
(١) العنوان من عندنا. [وانظر الكواكب السيارة ص ١٣١].
(٢) فى «م» : «ثعبان» خطأ ، والصواب بالنصب.
(٣) من هذا الموضع إلى نهاية الترجمة عن «م» وساقط من «ص».
(٤) فى «م» : «ما تريدوا».
(٥) سورة النحل ـ الآية ٦٨.