فصل
فى حياة الشهداء
قال الأعمش (١) : قال عبد الله بن مرّة (٢) : أما إنّا قد سألنا عن أرواح الشهداء ، فقال : «جعلت فى أجواف [طيور](٣) خضر تأوى إلى قناديل تحت العرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ، فاطّلع عليهم ربهم (٤) اطّلاعة فقال : هل تشتهون شيئا فأزيدكم؟ قالوا : وما نشتهى ونحن فى الجنة نسرح منها حيث نشاء؟ [ثم اطّلع إليهم الثانية فقال : هل تستزيدون شيئا فأزيدكم؟ فلما رأوا أنهم لن يتركوا ، قالوا : تعيد أرواحنا فى أجسادنا حتى نرجع إلى الدنيا فنقتل فى سبيلك مرة أخرى](٥) وتقرىء نبيّنا منّا السّلام ، وتخبر قومنا أن قد رضينا ، وترضى عنا» (٦). رواه الترمذى وقال : هذا حديث حسن صحيح.
__________________
(١) هو سليمان بن مهران الأسدىّ الكاهلىّ ، أصله بن بلاد الرىّ ، ولد سنة ٦٠ أو ٦١ ه ، رأى أنس بن مالك وحفظ عنه ، وروى عن خلق كثير ، وكان عالما بالقرآن والحديث والفرائض ، وكان رأسا فى العلم النافع والعمل الصالح ، نشأ بالكوفة وبها توفى سنة ١٤٨ ه.
[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٣ ص ١٣٥ ، وتاريخ بغداد ج ٩ ص ٣ ـ ١٣ ، وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ١٥٤ ، وميزان الاعتدال ج ٢ ص ٢٢٤ ، ووفيات الأعيان ج ٢ ص ٤٠٠ ـ ٤٠٣ ، وطبقات ابن سعد ج ٦ ص ٣٤٢ ـ ٣٤٤ ، ورجال صحيح البخارى ج ١ ص ٣١١ ، ورجال صحيح مسلم ج ١ ص ٢٦٤ ـ ٢٦٦].
(٢) هو عبد الله بن مرّة الخارقى الهمدانى الكوفى ، محدث ثقة ، وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائى وابن سعد والعجلى وابن حبان ، روى عن عبد الله بن عمر ، والبراء بن عازب ، ومسروق وغيرهم ، وروى عنه الأعمش ومنصور. وكانت وفاته سنة ١٠٠ ه. وقال ابن سعد : توفى فى خلافة عمر بن عبد العزيز.
[انظر رجال صحيح البخارى ج ١ ص ٤٢٨ ، ورجال صحيح مسلم ج ١ ص ٣٩١].
(٣) ما بين المعقوفتين عن «ص» ولم ترد فى «م».
(٤) فى «م» : «ربك». وفى «ص» : «فاطّلع ربّك عليهم». وما أثبتناه عن رواية الترمذى.
(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من «م» سهوا من الناسخ ، وقد أثبتناه عن المصدر السابق .. وفى «ص» : «قالوا : تردّ أرواحنا فى أجسادنا فنقتل فى سبيلك مرة أخرى ...».
(٦) فى «ص» : «أن قد رضينا ورضى عنا».