فقال له : يا سيدى ، ضاع لى دفتر حساب ، وأنا كاتب عند رجل ، أمير ، ظالم ، وهو لا يرحمنى (١) وقد دلّونى عليك أن تدعو الله سبحانه وتعالى ، عساه أن يجمعنى عليه (٢). فقال له : امض إلى سوق الحلاويين وأتنى برطل من الحلاوة (٣) حتى أدعو لك. فمضى الرجل إلى دكّان رجل حلاوىّ ، فاشترى منه رطلا من الحلاوة (٤) ، ثم أخذ الحلاوىّ ورقة يريد أن يضع فيها الحلاوة ، فوجدها الرجل من دفتره ، فقال للحلاوىّ : من أين لك هذه الورقة؟
فقال : منذ ساعة اشتريت دفترا ، وما شددت فى شىء منه إلّا لك. فأخذ الرجل دفتره ، ودفع للحلاوىّ ثمن الدفتر والحلاوة ، ثم جاء بالحلاوة إلى الشيخ [سالم العفيف](٥) فقال بمجرد وقوع بصره عليه : اذهب بهذه الحلاوة إلى أطفالك ، ما كان قصدى إلّا أن ترى دفترك ، امض راشدا (٦)!.
قبر الشيخ الكحّال (٧) :
وتخرج من هذه التربة وأنت مستقبل القبلة ، تجد قبر الشيخ الكحّال ، رحمة الله عليه ، كان رجلا صالحا ، ذكر من بعض كراماته أنّ من رمد وجاء إلى قبره ، وقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» ومسح على عينيه (٨) عشر مرّات من تراب القبر ، برىء بإذن الله عزّ وجلّ ، وذلك يكون مع الإخلاص وصدق النّيّة ، فإنه نافع مجرّب ، ذكر جماعة أنهم جربوه فوجدوا عليه الشفاء (٩).
__________________
(١) فى «ص» : «وأنا رجل كاتب عند أمير لا يرحمنى».
(٢) فى «ص» : «أن تدعو الله لى عسى أن أجده».
(٣) فى «ص» : «اشتر لى رطل حلاوة وأتنى به».
(٤) فى «ص» : «فاشترى الحلاوة».
(٥) ما بين المعقوفتين عن «ص».
(٦) قوله : «امض راشدا» عن «م». وفى «ص» : «ما كان مقصودى إلّا أن تجد دفترك».
(٧) العنوان من عندنا.
(٨) فى «ص» : «ويحسن ظنه ويمسح على عينيه ..».
(٩) قوله : «فإنه نافع ...» إلى هنا ، عن «ص» وساقط من «م».