ويحكى عنه أنّ رجلا جاء إلى حانوته وهو فى قوة بيعه واجتماع الناس عليه ، فقال له : ما حاجتك أيها الشيخ؟ فسكت ومشى ، فقام إليه الطرائفى وترك بيعه وقال له : ما حاجتك؟ فقال له : أحتاج إلى ثوب وعمامة وسراويل.
فقال : بسم الله ، ثم أمر الطرائفى غلامه فاشترى ذلك ، وأخذ الطرائفى الرجل وجاء به إلى البيت ، ثم قال له : هل بقيت حاجة؟ قال : نعم ، نحن عشرة وأنا واحد منهم ، ما ينبغى لى أن أتخصّص. فقال له : امض وأتنى بهم. فذهب وجاء بهم. فلما حضروا قال لهم : ما تشتهون؟ فاشتهى كل واحد منهم لونا ، فطبخ لهم جميع ما طلبوه ، وقدّم لهم الطعام ، فأكل كلّ واحد ما اشتهاه ، ولمّا فرغوا (١) سألهم : هل تشتهون؟ هل بقيت لكم حاجة؟ قالوا : نعم ، أن يوقفك بين يديه ، وأن يدلّلك كما دلّلتنا! فبكى.
ثم إنه كسا الجميع ، وقال لصاحبه الأول : هل بقيت لك حاجة؟ قال : نعم ، تزوّجنى بابنتك. قال : بسم الله. ثم زوّجه ابنته وأسكنه عنده ، وقام له بما يحتاج إليه فى ليلة عرسه ، وأدخل زوجته عليه.
ثم إن الطرائفى نام تلك الليلة ، فرأى أنّ القيامة قد قامت ، وقد تجلّى الله سبحانه وتعالى ، وجاء به وأوقفه بين يديه وقال له : تدلّل كما تدلّلت الفقراء عليك .. ثم أعطى قصرا عظيما ، ووجد طعاما كثيرا ، ووجد داخل القصر حورا لم ير مثل صفتها. فلما [استيقظ](٢) من منامه جاء إلى زوج ابنته فقال له : كيف كانت ليلتك مع زوجتك؟ قال : كليلتك مع ربّك! فقال له : كيف وجدت البيت؟ قال : كيف وجدت القصر؟ قال : أعجبتك الحور؟ والطرائفى منسوب إلى بيع الطرائف ، وهى الأشياء الحسنة (٣).
__________________
(١) فى «م» : «ثم لمّا فرغوا».
(٢) ما بين المعقوفتين من عندنا ، سقط سهوا من الناسخ.
(٣) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص».