ان أبجر (ابحر) بن كعب ارتكب تلك الجريمة وجرد الإمام من ثيابه بعد قتله ، وترك جد الحسين عاريا على رمضاء كربلاء. وقد يبست يدا هذا الشخص فيما بعد حتّى اصبحتا كالخشبتين (١) ، وجاء في خبر آخر إنّه اصيب بعد ارتداء السروال بشلل في رجليه أقعده عن الحركة تماما (٢).
وورد في بعض الأخبار اسم «الثوب العتيق» أو «الثوب الخلق» وهو الثوب البالي نفسه.
ـ الجمّال
ثورة أم تمرّد :
كانت حركة الإمام الحسين عليهالسلام على شكل امتناع عن مبايعة يزيد وهجرة إلى مكّة ومنها إلى كربلاء. وهي حركة مستمدة من القرآن ومن سنة الرسول صلىاللهعليهوآله ، وعلى اساس العمل بالتكليف في مقابل حكومة الجور والولاة الفسقة ، ولمحاربة البدع ومحاولات اعادة التقاليد الجاهلية.
وهذا ما يتّضح جليا من مجموع احاديثه وخطبه وماهية ثورته ، ومن خلال الاسلوب الذي انتهجه الامويون. وبما ان تلك الحركة قائمة على مبدأ «ولاية الصالحين» والفلسفة السياسية الأصيلة للاسلام ، وانه قد قام اداء لواجبه في الامامة ونهيا عن المنكر واحياء لسيرة الرسول صلىاللهعليهوآله ، فقد اتّخذت ثورته طابعا عقائديا ، إلّا ان اتباع بني أميّة في تلك العصور أو في العصور اللاحقة وحتّى وقتنا الحالي سعوا إلى ابراز ثورته وكأنها نوع من التمرد ، والفتنة ، وتفرقة الامّة ، والعصيان على الخلافة ، لأجل اعطاء الحق ليزيد في قتله ، والادعاء بأنه قد قتل عاصيا متمرّدا ضد الخلافة ، ويستندون في ادعائهم ذاك إلى احاديث وردت عن الرسول صلىاللهعليهوآله امر فيها بقتل من يشقّ وحدة الامة ، ويقولون : «قتل
__________________
(١) اثبات الهداة ٥ : ٢٠١ ، عوالم الإمام الحسين : ٢٩٧.
(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٥٧.