واذا حصل اي تغيير في تلك الصيغ بدون احلال البديل الافضل ، فمن المتوقع ان يؤدي ذلك إلى عزل اتباع تلك السنن عن اصل القضيّة الحسينية.
ـ العزاء ، مواكب العزاء ، الهيئة ، العادات والتقاليد
عشرة المحرّم :
الأيّام العشرة الاولى من شهر محرّم الحرام يطلق عليها اسم عشرة المحرّم ، وفي هذه الأيّام يهتم الناس كثيرا بإقامة مجالس العزاء والمآتم ، ومجالس الوعظ وقراءة المراثي ، وتتّخذ المساجد والتكايا والحسينيات رونقا اكثر ، وتجري الاستعدادات لاقامة مجالس تخليد ملحمة عاشوراء.
ـ عاشوراء ، محرّم ، العزاء
العطش :
العطش من أبرز ملامح الغم والألم في مأساة كربلاء. فسيد الشهداء ، والعباس ، وعلي الاكبر ، وعلى الاصغر وغيرهم قضوا كلّهم عطاشى يوم الطف. فحرمان عيال الحسين من ماء الفرات وفرض حالة العطش عليه وعلى أصحابه من أوضح الأدلّة على دناءة وحقارة جيش الكوفة وابن زياد وعدائهم لآل الله. من الطبيعي انّ الكبار أكثر تحمّلا للعطش من الصغار ، والصغار سريعا ما يظهر عليهم الجزع حين الشعور بالعطش. وفي كربلاء كانت معالم العطش بارزة في كل شيء ، في القرب الخالية ، وفي الشفاه الذابلة ، والأكباد الحريّ ، والجو الحار ، وطريق الفرات المسدود.
في يوم عاشوراء جاء العباس إلى جانب الخيام وسمع صراخ الاطفال «العطش ، العطش» ركب جواده وأخذ القربة وتوجّه إلى الفرات. فحاصره اربعة آلاف وهم الرماة الموكلون بشريعة الفرات ، فاشتبك معهم وقطعت يداه وقتل. وقبل خروجه من الفرات اراد ان يشرب الماء لكنه ذكر عطش الحسين ، ولم يشرب