ودرجاته متفاوتة من حيث العدد.
والمنبر هو الموضع الذي يرتقيه الخطباء وائمة الجمعة لا يراد الخطب والكلمات من فوقه. كان المنبر موجودا منذ صدر الاسلام وبقي في أغلب الأوقات بيد الحكومات والسلاطين والخلفاء. وكان يعتبر كأداة لنشر الافكار.
وفي الشام حين اخذ إليها سبايا أهل البيت صعد خطيب من اتباع يزيد على المنبر وأخذ يثني على يزيد ويسبّ آل علي. وقد أطلق الامام السجاد عليهالسلام على هذا المنبر صفة «الاعواد» حين استأذن يريد ارتقائه والقاء خطبته التي فضح فيها يزيد واتباعه وعرّف نفسه ؛ اذ قال له : «يا يزيد ائذن لي حتى اصعد هذه الاعواد ...» وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله قد راى اثناء حياته في المنام ان بني أميّة ينزون على منبره من بعده ويصدّون الناس عن السبيل القويم (١).
لا زال المنبر حتّى يومنا هذا أداة اعلامية فاعلة للوعظ والارشاد والخطب الدينية سواء في أيام محرّم ، أو رمضان ، أم في غيرها من الايام والمناسبات ، وارتقاء المنبر من الاساليب العريقة في الاعلام الديني. ومن المعروف ان استخدام المنبر للوعظ والخطابة خاص بعلماء الدين ، اما غيرهم من الناس فيستخدمون المنصّة والطاولة لا المنبر ، ولا زالت حرمة المنبر مصونة باعتباره تذكارا لرسول الله صلىاللهعليهوآله.
ـ الواعظ ، الخطبة ، آداب الوعظ والمنبر
منجح ، مولى الحسين :
هو منجح بن سهم من شهداء كربلاء. كانت امّه (أم منجح) جارية للحسين اشتراها من نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، ثم تزوجها سهم ، فولدت له منجحا (٢) ، وقد كانت تخدم في بيت السجاد. فلما خرج الحسين الى العراق خرجت
__________________
(١) بحار الانوار ٥٨ : ١٦٨.
(٢) انصار الحسين : ١٠٩.